NOVANEWS

الحرية والنصر للشيخ عيسى والهزيمة والعار للاحتلال
عندما دعا “علماء البحرين” لفعاليات متميزة في الايام الخمسة التي تسبق 14 مارس، يوم محاكمة سماحة الشيخ عيسى احمد قاسم، وصفوا تلك الايام بانها “استثنائية”. ومن اسباب ذلك ما يعتمل في نفوس البحرانيين من غضب عارم نتيجة الاضطهاد الذي يمارسه الطاغية وعصابته الخليفية المجرمة على الشعب والوطن، وعلى الشيخ عيسى، رمز الوطن والدين والعلم. ايام اسثنائية لانها كشفت عمق المشروع الخليفي لتصفية هوية الوطن الاصلية التي يرون فيها تحديا دائما لوجودهم، فهي هوية التراب التاريخية، وهي الثقافة الموروثة عبر الاجيال منذ اليوم الذي اعتنق فيه البحرانيون دين الله الذي انزله على نبيه الكريم. انها الهوية التي ميزت شعب البحرين وثورته طوال ستة اعوام واثبتت مقولة الشيخ عيسى نفسه: ستعجزون ولن نعجز. لم يترك الخليفيون جريمة الا ارتكبوها في هذه الفترة التي هي الاكثر اضطهادا وظلما ووحشية واجراما في تاريخ الاحتلال الخليفي لهذا البلد الطاهر. الوطن يئن تحت وطأة هذه العصابة المجرمة التي ما فتئت تسجن وتعذب وتغتال وتعدم وتنفي، وما برحت تنكل بالنساء وتستضعف من لا يجد ناصرا الا الله. هذه الزمرة التي ابتلي شعبنا بها انقضت على سيادة الوطن ومزقتها، فجاءت بالاحتلال السعودي والاماراتي، واستقدمت المرتزقة الباكستانيين والاردنيين، وسمحت للاجانب بفتح القواعد العسكرية، وقامت بتمويل بناء القاعدة البريطانية من اموال الشعب المنهوبة. واخيرا جاءت بالقوات التركية لتؤكد هزيمتها الماحقة على مدى ستة اعوام. لو كان الطاغية وعصابته آمنين على نظام حكمهم الجائر، كما يزعمون، لما استقدموا المزيد من المرتزقة الاتراك، ولما ذهب رموزه الى الكويت وقطر لاستجداء المزيد من الاموال لدفع تكاليف المرتزقة الاجانب.
الايام المقبلة ستكون صعبة على الوطن والشعب، لان الطاغية سيعلن قراره بحق سماحة القائد الشيخ عيسى احمد قاسم، في لحظة زمنية كالحة استولى القراصنة فيها على الاحرار، ومارسوا البلطجة بأسوأ اشكالها. ومهما ادعت الابواق الخليفية، فقد بقي سماحة الشيخ طوال سبعة شهور متواصلة، صابرا محتسبا، واثقا بربه وشعبه ونفسه، ومتوكلا على الله لكسر شوكة الطغاة. قضى ايامه ولياليه وهو في الاقامة الجبرية، معلما وقارئا ومصليا، تحيطه قلوب المؤمنين الصامدين الصابرين المرابطين على ثغر من ثغور الدين. اولئك الفتية الذين أمنوا بربهم فزادهم هدى وآتاهم تقواهم، كانوا حاضرين في الميدان بدون خوف او قلق، بل كان ايمانهم حصنا لهم من كل ذلك. ذادوا عن شيخهم وقت الظهيرة حين كانت الشمس تصهر اجسادهم فلا يزدادون الا حمدا لله وشكرا، وايمانا واحتسابا. وعندما حل عليهم الشتاء بزمهريره لم تتزلزل اقدامهم ولم تخفق قلوبهم الا بالعبادة والدعاء. لقد كانوا حقا نعم الصحب، اذ صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وكان صمود الشيخ عيسى عاملا جوهريا لصمودهم، استمدوا منه صدق الموقف وثبات الايمان. ويوما بعد آخر تزداد ثقتهم بحتمية انتصار الحق الذي يمثله المؤمنون يتقدمهم سماحة الشيخ عيسى، واندحار الباطل الذي تجسد في الطاغية وعصابته التي غاصت الى راسها في الجريمة والانحراف والفساد. لقد راهن الخليفيون على تراجع اهل الدراز وتململهم في ظل الحصار المقيت الذي لا يرحم صغيرا او كبيرا. ولكن الدرازيين اصطفوا في الطوابير بقلوب ثابتة ورضى عميق بامر الله وقضائه، فالمعاناة على طريق ذات الشوكة حلوة المذاق، والمرابطة على ثغر من ثغور الله عبادة لا يعادلها شيء. لقد صدقوا مع قائدهم وهتفت قلوبهم كل يوم وليلة بالدعاء من اجل الفرج ودحر الظلم والعدوان والاحتلال، فما ازدادوا الا ايمانا وتثبيتا.
الايام القليلة المقبلة سوف يتحدد فيها مستقبل البلد وهويته، وستصل المواجهة بين الحق والباطل ذروتها، وسيقف الاسلام كله بوجه الظلم والنفاق كله. ستكون المعركة حامية الوطيس بين المستضعفين والمظلومين على جانب، والمستكبرين والطغاة والمنافقين وكل قوى الكفر والانحراف والفساد والظلم على الجانب الآخر. فطوبى لمن سيطر على نفسه وتمكن من هواه، ورفض ان يعيش الا حرا، وآمن بالله وحده، وكفر الطواغيت الخليفيين والسعوديين. طوبى لمن هتف بوجه المحتلين القدماء والمعاصرين مطالبا بالحرية لشعبه والاستقلال لبلده. اولئك هم شباب الوطن الذين صمدوا ستة اعوام متواصلة هاتفين بالحرية والاستقلال والكرامة، ورافضين الوصاية القبلية والحمية الجاهلية التي تقمصها اعداء محمد بن عبد الله، ودفعتهم لارتكاب ابشع الجرائم بغرائز شيطانية بعيدة عن قيم دين محمد عليه افضل الصلاة والسلام. تلك القيم التي جاء الاسلام بها واعتبرها مصداقا للاسلام المحمدي الاصيل. واهم تلك القيم الشهادتان اللتان يدخل الانسان بهما الدين ويعتبر بهما مسلما. فهما تعبير عن رفض رموز الشرك القبلي ورفضها ايمانا راسخا بالقلب واعلانا بليغا باللسان وتصديقا عمليا بالجوارح. شعب البحرين آمن بتلك الرسالة وصدقها فاصبحت سمة مميزة لارض اوال الطاهرة. ذلك الايمان هو الذي دفع اجيالا متعاقبة للصمود والنضال للحفاظ على تلك الحرية وضمان نقاء الارض وطهارتها من دنس الشرك القبلي الذي حارب دين محمد ماضيا وحاضرا. هذا الشعب هو الذي وقف شبابه ضد هبل الخليفي واللات السعودي والعزى الاجنبي، وأصر على اعلان كلمة التوحيد على ارضه وفي صلاته واحتجاجاته. لقد قالها المثبطون سابقا لضرب معنويات اصحاب الرسالة: انها قريش ما ذلت مذ عزت، وما��� “. فكان المؤمنون لهم بالمرصاد، فاذا بالقبائل التي حاربت محمدا ورسالته مهزومة ذليلة. شعبنا يسير على خطى اولئك الاوائل الذين لم يستمعوا لاقوال المثبطين والمرجفين والمهزومين، ويصر على الصمود لوجه الاستبداد الخليفي والاحتلال السعودي وشعاره الخالد: هيهات من الذلة.
في ذكرى الاحتلال السعودي الغاشم لبلدنا الذي تخلى الطغاة الخليفيون عن سيادته للاجنبي، يتجلى الايمان بالله ورسوله والحرية والكرامة في مواقف شباب الوطن الذين ما فتئوا صامدين في ميادين الحرية والشرف، يسطرون اروع الملاحم ويصفعون الطغاة والمجرمين والجلادين والمحتلين كل يوم على وجوههم بصلابتهم وهتافاتهم واصرارهم على التضحية والفداء. انها الملحمة التاريخية التي يخوضها ابناء الوطن الاصليون (شيعة وسنة) ضد الاحتلال والعدوان والظلم، ولا يخشون ما يصيبهم: قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا. ايمان هذا الشعب سلاحه الاول في معركة الوجود التي يخوضها بدون خشبة او كلل. فالعلماء الصابرون المتحسبون ما فتئوا يسطرون المواقف ويرفضون الزيف الخليفي والضلال السعودي والظلم الاجنبي، ويعلنون تضامنهم مع سماحة الشيخ عيسى قاسم والاستعداد للذود عنه كرمز للاسلام المحمدي الاصيل وهوية الوطن المحتل وكرامة الشعب المستضعف. ستكون الايام والاسابيع المقبلة حافلة بالمفاجأت وأهمها دحر العدو الخليفي وهزيمة الاحتلال السعودي وكسر شوكة داعمي الاستبداد القبلي وناهبي ثروات الشعوب بعناوين الامن الاقليمي والدولي. ايام صعبة لكنها واعدة، وظروف مثقلة بالمشقة لكنها حبلى بالآمال الكبيرة والنصر المبين، وليال سوداء قاحلة تنعق فيها البوم وتسرح فيها الثعالب والفئران، لكنها تنبيء بان فجرا مشرقا سيطل على الشعب والوطن معلنا نهاية العهد الخليفي والسعودي الاسود، وبزوغ شمس الحرية على ربوع اوال.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
10 مارس 2017