حريصون على عدم الإنجرار أمنياً الى مربع الصراع المذهبي

Posted by: Siba Bizri

Arabic Shoah  Editor in Chief\

001

المقابلة: زياد شتيوي

تحرير: صبا البزري

ارتبط العمل الثوري عبر التاريخ بالأحزاب والنقابات لا سيما الحركات اليسارية، لذلك لا يخفى على أحد دور الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي كانت ولا تزال أحد إهم الفصائل اليسارية المستمرة في نضالها من أجل تحرير الأرض، ويبرز جلياً موقفها تجاه الواقع الإقليمي الحالي وصراع القوى عبر دول العالم. من هنا كان اللقاء مع عضو اللجنة التنظيمية في الجبهة الشعبية- فرع لبنان ومسؤول منطقة الشمال عماد عودة الذي أوضح لنا موقف الجبهة، معتبراً أن ما يجري في المنطقة هو مشروع أميركي غربي بهدف الهيمنة على الثروات وتفتيت الأوطان وتجزأتها الى طوائف ومناطق عرقية ليسهل السيطرة عليها بعد ما تم استغلال الجماهير العربية المطالبة بالحريات، وقد تم حرف مسار ما يجري لمصلحة هذا المشروع.

وقال عودة: “نحن كشعب فلسطيني سواء كنا في الوطن او في الشتات نتأثر بهذا المشروع لأن جوهر المشروع الغربي هو حماية الكيان الصهيوني والسيطرة على منابع النفط والحفاظ على اسواق الغرب على أن تكون المنطقة كأسواق تصريف لإنتاجها. من هنا فإن القضية الفلسطينية هي أكثر المتأثرين بهذا المشروع بحكم أن الكيان الصهيوني يقوم على أنقاض الأرض الفلسطينية، وأهم مفصل في القضية هو مسألة حق العودة وقضية اللاجئين التي يهدف إلى تدميرها وتشتيت الفلسطينيين في المنافي من مشروع تدمير مخيم نهر البارد والتهجير المقصود للفلسطينيين من مخيمات سوريا في سياق الحملة على سوريا وتفتيتها. وبالتالي يجب ان نكون حريصين على عودة هذه المخيمات وحمايتها، وعدم السماح بتهجير الأهالي والعمل لعودتهم اليها للحفاظ على المخيم كرمز لحق العودة. بتقديرنا كفلسطينيين، مارسنا سياسة النأي بالنفس بالمعنى الإيجابي فيما يخص الأحداث في لبنان وفي سوريا على الرغم من بعض التفلتات من بعض الأطراف، لكن الموقف الفلسطيني المجمع عليه من غالبية الفصائل في سوريا وكافة الفصائل في لبنان هو النأي بالنفس والتعامل مع ما يحصل في لبنان على قاعدة الحياد الإيجابي”.

وعن تعامل الفلسطينيون مع الوضع اللبناني في هذا الظرف الدقيق أكد عودة أن: “القيادة السياسية على مستوى لبنان وعلى مستوى المناطق والمخيمات إضافة الى المجتمع المحلي الفلسطيني في لبنان حرصون على عدم زج أنفسهم فيما يجري داخلياً من حالة إنقسام مذهبي وطائفي، ونحن حريصون على عدم الإنجرار أمنيا الى مربع الصراع المذهبي رغم بعض التجاوزات لمجموعات صغيرة مأجورة – في عين الحلوة-  التي جرى السيطرة عليها خلال 24 ساعة وأعيد الوضع الى ما كان عليه، ونلفت النظر ان هذه المجموعات ليست فلسطينية إنما حالات نشأت وترعرعت في ظل الأجواء المحيطة للمخيمات التي كانت تشكل حاضنة لهذه المجموعات”.

يؤكد لنا عماد عودة أنه ومنذ فترة طويلة والعلاقة إيجابية مع السلطات اللبنانية والتواصل مستمر، ان كان على مستوى القوى في بيروت او مختلف المناطق لا سيما في الشمال فهناك علاقة تعاون من أجل ارساء الاستقرار والأمن في المخيمات، ويجري التشاور في كل القضايا مع كل القوى الأمنية من أجل عدم التأثر بالوضع العام. لدينا جولات واتصالات مع كل القوى الحزبية حتى الأحزاب الدينية والوطنية في الشمال وحتى الشعبية، ونؤكد من خلالها أن الفلسطينيين على الحياد ويطلب من اللبنانيين المساعدة على التزام هذه السياسة من خلال عدم زج الفلسطيني في هذه الصراعات، خاصة أن المخيمات لا سيما مخيم البداوي على تماس مع المناطق الساخنة من جبل محسن الى المنكوبين والريفا وكثيراً ما تصل طلقات الرصاص الى أطراف المخيم، ونحن نتحمل ذلك حرصاً منا على بقاء المخيم بعيداً عن ما يجري.

حالة بؤس وأمراض مستشرية ومزمنة تنتشر في المخيم

يؤكد عودة أنه على الرغم من الوضع الاجتماعي السيء الذي يعيشه المخيم وحالة الإكتظاظ والوضع المعيشي والإقتصادي المتردي العائد الى حجم البطالة، وعدم وجود فرص عمل واسعة في لبنان ككل، إضافة الى تقليص فرص الهجرة، ومنع الفلسطيني من امتهان اكثر من سبعين مهنة في لبنان، مما يترك اثره من حالة بؤس وامراض مستشرية ومزمنة ظهرت مؤخراً لا سيما بعد أحداث ومعارك نهر البارد. اما موضوع التعليم فمدارس الأنروا حلت جزءاً كبيراً من المشكلة كذلك من خلال تقديم بعض المنح الجامعية.

الأنروا تقوم بتقديم الخدمات الصحية في الشمال، وتخص سكان نهر البارد بتغطية كاملة نسبياً ولكن لدينا مخاوف الآن من شكوى الأنروا من نقص في التمويل لمشروع الصحة وهذا ما ينذر بخطر تقليص الخدمات الصحية وهذا مرفوض من قبلنا كفصائل وكشعب. مخيم نهر البارد كان سوق تجاري، ولكن بسبب اغلاق ودمار المخيم وتحويله الى منطقة عسكرية فقد خاصيته، والمطلوب استمرار الإغاثة والخدمات الصحية بسبب الحاجة الماسة لها فلولا هذه الخدمات لما استطاع أحد تكبد كلفة العلاج. منظمة التحرير تقدم بعض الخدمات على صعيد التعليم الجامعي اما بخصوص الخدمات الطبية فخدماتها لا تذكر وتحديداً للمقربين منها، من هنا يقع عليها دور ومسؤولية اكبر على كافة الصعد والمجالات.

لسنا وحدنا في الساحة واي مشروع يجب ان يتم بالتوافق

يقول عودة:”لا يمكن رفع شعار الديموقراطية دون ممارستها ونحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كنا ولا زلنا مع ايجاد مشروع من أجل اعادة هيكلة اللجان الشعبية وانتخابها على أسس ديموقراطية لكن ما توصلنا له مجتمعين أن هناك مشروع تمثيل الفصائل وتمثيل القطاعات الجغرافية والفاعليات ومؤسسات المجتمع المحلي كالإتحادات وما شابه من أجل تفعيل الأدوار. جرى العمل في نهر البارد على هذا المشروع بمشاركة ممثلين عن القطاعات الجغرافية واللجنة النسائية، لكن المشروع لم يكتمل الى حد الآن بسبب ظروف واحداث محيطة بنا، كي نصل الى استكمال هذا المشروع علينا السعي لإيجاد مشروع اكثر تطورا.

في مخيم البداوي تطرح فكرة اعادة هيكلة اللجان الشعبية ومن اليوم حتى فترة ستة اشههر علينا ان نجد مشروع من اجل تطوير اللجنة الشعبية وان نكون فعلا ديموقراطي ونحن لسنا وحدنا في الساحة واي مشروع يجب ان يتم بالتوافق وبالتالي سنصل الى الإجماع، فلا يمكن ان يمر أي مشروع دون التوافق عليه”.

وعن الميثاق الوطني يعتبر عودة انه نتيجة تفاعل ما بين الفصائل ومؤسسات المجتمع المحلي ومجموعات اهلية وشعبية، وكان لهم الأثر الكبير لإقناع الفصائل في التوقيع على هذا الميثاق وصياغة بنوده والآن نحن نعمل على تنفيذ هذا المشروع ولا زلنا في بدايته، وهو بحاجة الى القليل من الوقت ونحن كجبهة لدينا حماس واستعداد لتنفيذ هذا المشروع، فلا يمكن ان نحمي الوجود الفلسطيني الا من داخله وهذا ما يتطلب التماسك الداخلي لحمايته من الخطر الخارجي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *