HUMAN RIGHT AND ZIO-NAZI'S IN PALESTINE

NOVANEWS
صحيح انه من أطول ما كتبت ولكن القلم لم يسعفني للاختصار فكانت هذه الكلمات التي اتمنى قراءتها والاطلاع عليها للاخير
قصة أم
بقلم محمد أبو جزر
كنت جالسا في مكتبي وأحمل هموما كثيرة وكلها بسبب عرض من الدنيا الزائفة الزائلة , ولشدّة ما اعترى قلبي فكّرت في التوجّه لمكة المكرمة وأداء مناسك العمرة والتضرّع لله في بيته الحرام واستنشق هواءا جديدا لحياة جديدة من مكة المكرّمة وكعبتها المشرّفة , كنت حينها أقلب صفحات الفيس بوك فلمحت صورة لشيرين عيساوي وهي تحمل صورة أخيها الأسير سامر العيساوي والمضرب عن الطعام منذ تاريخ 01/08/2012 رغم متابعتي لقضية الأسير سامر العيساوي من بدايتها ولكنّ شعوري اختلف حينها ففتحت صفحتها الشخصية علّي أرى خبرا جديدا غير ما قرأته في كل الصفحات والمجموعات التي تتحدّث عن قضية الأسرى , فكان أول ما لمحته هو صورة لوالدته , فجأة سرحت بخيالي لوالدتي التي ابتلاها الله سبحانه وتعالى بمرض السرطان وكان ذلك بعد فترة وجيزة من سفري للعمل بالسعودية , حينما تم إعلامي بمرض أمي بالسرطان توجهت حينها إلى العمرة لبيت الله الحرام لأطرق باب الرجاء لله في بيته الذي سبحانه وتعالى ما ردّ راجيا أبدا ولا خيب متأمّلا في كرمه وفضله , وبعد فترة من وجيزة من العمل سافرت في اجازة اضطرارية علّي أرتاح برؤية أمي والإطمئنان على صحتها استذكرت عندما دخلت للمنزل وهي طريحة الفراش بسبب كسر خطير في رجلها اقعدها ستة أشهر ولازالت لحد الأن وقد امتص العلاج بالكيماوي جسدها وأسقط شعرها وتجهم وجهها تعبا من تأثيراته الجانبية , احتضنتني أمي كثيرا وبكت بشدّة وهي تقول يا حبيبي يا بني وحشني , كل تلك الأمور خالجت قلبي وعيناي تتأملان صورة والدة سامر وفي نفسي سؤال كيف سيكون حالها عندما تستقبل ابنها ؟
إنه لا يبكي على عودة الغائب إلاّ الأم فكيف بالغائب وهو بين الحياة والموت , و قلب أمي انفطر على غيبتي رغم أنني بصحة جيدة وأعمل بحمد الله فكيف هو حال أم سامر وهي ترى ابنها كل يوم يموت ويحيا ؟ قد يكون الأمر هيّنا لو أنّها سمعت خبر استشهاده بقذيفة أو رصاصة أو أية وسيلة كانت عن رؤيته كل يوم يموت ويتعذّب , و تمرّ عليها اللحظات والساعات وهي قلبها معلق هناك خلف القضبان يحتضن ابنها بالدعاء ويلفه بالرضا والأمل , مع كل يوم جديد تنتظر خبرا يطمئنها على ابنها فقط لتتأكد أنّ انفاسه لازال فيها المزيد , أية أم هذه وأي صبر وأية عظمة يحويها ذلك الجسد الطاهر لتلك المراة المجاهدة الصابرة ؟
لم تكوها نيران الشوق والعذاب ولم تقذف بها عواصف الإبتلاء بل وقفت صابرة صامدة محتسبة ابنها عند الله جل وعلا وهي في ذلك على درجة أم نبي من أولي العزم من الرسل والتي اكراما لها دونا عن سائر أمهات الأنبياء ذكرها الله في قرانه العظيم ومجّد صبرها وصمودها فقال فيها سبحانه وتعالى : " وَأصبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فاَرغاً إِن كَادَت لَتُبدِي بِهِ لَولا أَن ربَطنَا عَلَى قَلبِهَا لِتَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ " , نعم أصبح فؤاد أم موسى فارغا من كل حزن لم لا وهي قد لبّت نداء ربها وهي تعلم يقينا أنّ الله سيتكفّل بحمايته من سطوة فرعون وطغيانه فإذا به يكرمها بأن جعله نبيا من أولي العزم من الرسل بل ولعلّه أكثر ما استشهد الله به في قرانه هو قصص سيدنا موسى عليه السلام ليثبت به قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , أية أم تلك وأية عظمة تحويها وأية مكانة عند الله قد وصلت إليها , بعد كل ذلك الحوار مع نفسي حشدت همّتي وحضّرت نفسي وانطلقت إلى مكة لأداء المناسك عن الأسير سامر فك الله أسره وفرج كربه في القريب العاجل
أرسلت رسالة لأخته عبر صفحتها في الفيس بوك أنني سأعتمر عنه حتى تبلغ النيّة لأهله ويعلم هو بالأمر علّ هذا الخبر يشدّ من همّته ويزيد من عزمه وقوّته , عله يجبر كسر أمّ حزينة وأخت بحّ صوتها وهي تنادي بنصرته والدفاع عنه وعن قضيته , ذهبت وأنا أحمل بين يديّ شكواه ونجواه التي أعلم أنها بين يدي الله وهو أحسن مني ومكانته عند الله أحسن مني بكثير أحسبه كذلك ولا ازكيه على الله , لكنّه الواجب الذي رأيته في نفسي , أن المسلم مطالب بمعرفة ظروفه حتى ينصر دينه على قدر ما راه فيها , فوجدت انه من الواجب علي الإعتمار باسمه علّ بركة النجوى والتمسك بأسوار الكعبة يجعل الله يعجّل في الاجابة ويسرّع من الفرج , ذهبت وجوبا لا تفضّلا مني والله الذي لا إله غيره أنّي ما أردت بذلك إلا تحقيق ما رأيته واجبا فسامر وزملاؤه المضربون عن الطعام أقل ما يستحقونه منا الدعاء ذلك السلاح الذي تركته أمتنا واستهزأت به لأنها لا تعظّم ربها ولا تقدره حق قدره وصدق فينا قول الحق جل جلاله : " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " , ربّ بيديه مقاليد السماوات والأرض وإذا قضى أمرا لا يأخذ منه إلا قول كن فيكون , ربّ زلزل عرش فرعون فجعله عبرة لمن سواه وأذل كل القياصرة وكسر شوكة كل الفراعنة , ربّ لا يدوم شيء ولا مخلوق ولا كائن أمامه فكلهم زائلون إلا هو ربّ وسع كرسيه السماوات والأرض فما بالك بعرشه فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : " قلت: يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟ قال صلى الله عليه وسلم آية الكرسي، ثم قال: يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة " , ذهبت لأضع الشكوى وأناجي الله سبحانه وتعالى وقد كان مما دعوت الله به : " اللّهم من يجبر دمعة أم سامر غيرك ربّاه من يجبر كسرها غيرك من يزيل همها غيرك من بيده المعجزات غيرك من بيده القوى المطلقة والأمر المطلق غيرك , ربّاه لست أهلا للإستجابة ولكنّك أهل للإجابة وأهل لان تجبر كسر أم ضعيفة ربّاه ببركة صبرها اجرها وبعظمة مبتلاها اغثها ربّاه لقد انقطع رجاءهم إلا فيك وما جئت إلى بيتك الا تثبيتا لقلوبهم بالأمل فيك فحاشاك يا مولانا أن تخيب امالنا , ربّاه انك عظمت برّ الوالدين في الدرجة الثانية بعد الإيمان بك ومن كسر قلب أم كسرت قلبه فيارب إن أم سامر قد انكسر قلبها شوقا لابنها وتعذبت لعذابه فردّه إليها سالما غانما محرّرا  " إلى اخر الدعاء , كان غرضي من ذلك أن أوضح أن دعائي كنت أحاول فيه التضرع بدموع تلك الأم الطاهرة المجاهدة وأن أضع الشكوى في بيت الله الحرام دعما وتقوية لتلك النفوس الصابرة فعندما فتحت هاتفي وانا أتامل الكعبة بعد اتمامي للمناسك وجدت رسالة من الأخت شيرين العيساوي على الفيس بوك تقول فيها أن أمها دمعت عيناها من خبر العمرة , يالله كم كان ذلك الأمر مهولا بالنسبة لي فدعوت الله وقلت يارب أرجوك بتلك الدموع الزكية التي نزلت من أمه أن تجيره في القريب العاجل لتجفّف تلك الدموع وتنزل محلها دموع الفرحة ويلتمس جسدها بجسده وتقرّ قلبها وقلب أخته عما قريب بتلك الفرحة
إنه الواجب الإنساني في الإسلام , فيا أمة الإسلام إن هذا الدين وهذا القران العظيم خرج بالبشرية من سجون الأنانية إلى الإنسانية وهي أعظم معجزة للإسلام أن الإنسان أصبح إنسانا بدخوله للإسلام فدمج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين كل القلوب وقال : " مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ " إنه دين الرحمة والألفة صهر القلوب ووحّد المشاعر ودمج الأجساد في جسد واحد , انظر لتلك الأم على انها أمك وإلى تلك الأخت على أنها أختك وإلى ذلك البطل سامر على أنه اخوك , إنها الإنسانية الخلق العظيم للإسلام الذي حوّل عمر بن الخطاب ذلك الرجل الذي كان من أشدّ الناس على المسلمين إلى رجل رحيم رقيق لا يتوانى في الذود عن حرمات المسلمين بدمه وروحه وقوته
وهاهو سيدنا أبو بكر الصدّيق أعظم رجالات الإسلام  , والرجل الذي اذا قيس إيمانه بإيمان الأمة كلها باستثناء رسول الله لرجحت كفته رغم كل كراماته وعظمة مكانته إلا أنه كان يقوم كل صباح لعجوز كسيرة حسيرة في بيتها ويكنس لها ويطبخ لها ويرتّب لها كل ما تحتاجه هي وبناتها وهي لا تعل أنه خليفة رسول الله فتتبعه عمر وسأل تلك العجوز فعرف عظمة ما قام به أبو بكر فقال لقد أتبعت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر , فأين الإنسانية في قلوبنا وأين التراحم والمودّة والتالف حتى نستفيق ونتحرّر من هواجس الخوف والخنوع , من يكفكف دموع أمهاتنا في فلسطين وسوريا ؟ من يجبر كسرهم ويردّ لهم ابتسامتهم ويمسح عنهم دموعهم ويردّ لهم أبناءهم , تأملت كثيرا في الكعبة وفي خاطري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينظر إلى الكعبة : " مرحبا بك من بيت ، ما أعظمك ، وأعظم حرمتك ! وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك ، إن الله حرم منك واحدة ، وحرم من المؤمن ثلاثا : دمه ، وماله ، وأن يظن به ظن السوء "
صحيح انه من أطول ما كتبت ولكن القلم لم يسعفني للاختصار فكانت هذه الكلمات التي اتمنى قراءتها والاطلاع عليها للاخير
قصة أم 
بقلم محمد أبو جزر 
كنت جالسا في مكتبي وأحمل هموما كثيرة وكلها بسبب عرض من الدنيا الزائفة الزائلة , ولشدّة ما اعترى قلبي فكّرت في التوجّه لمكة المكرمة وأداء مناسك العمرة والتضرّع لله في بيته الحرام واستنشق هواءا جديدا لحياة جديدة من مكة المكرّمة وكعبتها المشرّفة , كنت حينها أقلب صفحات الفيس بوك فلمحت صورة لشيرين عيساوي وهي تحمل صورة أخيها الأسير سامر العيساوي والمضرب عن الطعام منذ تاريخ 01/08/2012 رغم متابعتي لقضية الأسير سامر العيساوي من بدايتها ولكنّ شعوري اختلف حينها ففتحت صفحتها الشخصية علّي أرى خبرا جديدا غير ما قرأته في كل الصفحات والمجموعات التي تتحدّث عن قضية الأسرى , فكان أول ما لمحته هو صورة لوالدته , فجأة سرحت بخيالي لوالدتي التي ابتلاها الله سبحانه وتعالى بمرض السرطان وكان ذلك بعد فترة وجيزة من سفري للعمل بالسعودية , حينما تم إعلامي بمرض أمي بالسرطان توجهت حينها إلى العمرة لبيت الله الحرام لأطرق باب الرجاء لله في بيته الذي سبحانه وتعالى ما ردّ راجيا أبدا ولا خيب متأمّلا في كرمه وفضله , وبعد فترة من وجيزة من العمل سافرت في اجازة اضطرارية علّي أرتاح برؤية أمي والإطمئنان على صحتها استذكرت عندما دخلت للمنزل وهي طريحة الفراش بسبب كسر خطير في رجلها اقعدها ستة أشهر ولازالت لحد الأن وقد امتص العلاج بالكيماوي جسدها وأسقط شعرها وتجهم وجهها تعبا من تأثيراته الجانبية , احتضنتني أمي كثيرا وبكت بشدّة وهي تقول يا حبيبي يا بني وحشني , كل تلك الأمور خالجت قلبي وعيناي تتأملان صورة والدة سامر وفي نفسي سؤال كيف سيكون حالها عندما تستقبل ابنها ؟ 
إنه لا يبكي على عودة الغائب إلاّ الأم فكيف بالغائب وهو بين الحياة والموت , و قلب أمي انفطر على غيبتي رغم أنني بصحة جيدة وأعمل بحمد الله فكيف هو حال أم سامر وهي ترى ابنها كل يوم يموت ويحيا ؟ قد يكون الأمر هيّنا لو أنّها سمعت خبر استشهاده بقذيفة أو رصاصة أو أية وسيلة كانت عن رؤيته كل يوم يموت ويتعذّب , و تمرّ عليها اللحظات والساعات وهي قلبها معلق هناك خلف القضبان يحتضن ابنها بالدعاء ويلفه بالرضا والأمل , مع كل يوم جديد تنتظر خبرا يطمئنها على ابنها فقط لتتأكد أنّ انفاسه لازال فيها المزيد , أية أم هذه وأي صبر وأية عظمة يحويها ذلك الجسد الطاهر لتلك المراة المجاهدة الصابرة ؟ 
لم تكوها نيران الشوق والعذاب ولم تقذف بها عواصف الإبتلاء بل وقفت صابرة صامدة محتسبة ابنها عند الله جل وعلا وهي في ذلك على درجة أم نبي من أولي العزم من الرسل والتي اكراما لها دونا عن سائر أمهات الأنبياء ذكرها الله في قرانه العظيم ومجّد صبرها وصمودها فقال فيها سبحانه وتعالى : ” وَأصبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فاَرغاً إِن كَادَت لَتُبدِي بِهِ لَولا أَن ربَطنَا عَلَى قَلبِهَا لِتَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ ” , نعم أصبح فؤاد أم موسى فارغا من كل حزن لم لا وهي قد لبّت نداء ربها وهي تعلم يقينا أنّ الله سيتكفّل بحمايته من سطوة فرعون وطغيانه فإذا به يكرمها بأن جعله نبيا من أولي العزم من الرسل بل ولعلّه أكثر ما استشهد الله به في قرانه هو قصص سيدنا موسى عليه السلام ليثبت به قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , أية أم تلك وأية عظمة تحويها وأية مكانة عند الله قد وصلت إليها , بعد كل ذلك الحوار مع نفسي حشدت همّتي وحضّرت نفسي وانطلقت إلى مكة لأداء المناسك عن الأسير سامر فك الله أسره وفرج كربه في القريب العاجل 
أرسلت رسالة لأخته عبر صفحتها في الفيس بوك أنني سأعتمر عنه حتى تبلغ النيّة لأهله ويعلم هو بالأمر علّ هذا الخبر يشدّ من همّته ويزيد من عزمه وقوّته , عله يجبر كسر أمّ حزينة وأخت بحّ صوتها وهي تنادي بنصرته والدفاع عنه وعن قضيته , ذهبت وأنا أحمل بين يديّ شكواه ونجواه التي أعلم أنها بين يدي الله وهو أحسن مني ومكانته عند الله أحسن مني بكثير أحسبه كذلك ولا ازكيه على الله , لكنّه الواجب الذي رأيته في نفسي , أن المسلم مطالب بمعرفة ظروفه حتى ينصر دينه على قدر ما راه فيها , فوجدت انه من الواجب علي الإعتمار باسمه علّ بركة النجوى والتمسك بأسوار الكعبة يجعل الله يعجّل في الاجابة ويسرّع من الفرج , ذهبت وجوبا لا تفضّلا مني والله الذي لا إله غيره أنّي ما أردت بذلك إلا تحقيق ما رأيته واجبا فسامر وزملاؤه المضربون عن الطعام أقل ما يستحقونه منا الدعاء ذلك السلاح الذي تركته أمتنا واستهزأت به لأنها لا تعظّم ربها ولا تقدره حق قدره وصدق فينا قول الحق جل جلاله : ” وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ” , ربّ بيديه مقاليد السماوات والأرض وإذا قضى أمرا لا يأخذ منه إلا قول كن فيكون , ربّ زلزل عرش فرعون فجعله عبرة لمن سواه وأذل كل القياصرة وكسر شوكة كل الفراعنة , ربّ لا يدوم شيء ولا مخلوق ولا كائن أمامه فكلهم زائلون إلا هو ربّ وسع كرسيه السماوات والأرض فما بالك بعرشه فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : ” قلت: يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟ قال صلى الله عليه وسلم آية الكرسي، ثم قال: يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة ” , ذهبت لأضع الشكوى وأناجي الله سبحانه وتعالى وقد كان مما دعوت الله به : ” اللّهم من يجبر دمعة أم سامر غيرك ربّاه من يجبر كسرها غيرك من يزيل همها غيرك من بيده المعجزات غيرك من بيده القوى المطلقة والأمر المطلق غيرك , ربّاه لست أهلا للإستجابة ولكنّك أهل للإجابة وأهل لان تجبر كسر أم ضعيفة ربّاه ببركة صبرها اجرها وبعظمة مبتلاها اغثها ربّاه لقد انقطع رجاءهم إلا فيك وما جئت إلى بيتك الا تثبيتا لقلوبهم بالأمل فيك فحاشاك يا مولانا أن تخيب امالنا , ربّاه انك عظمت برّ الوالدين في الدرجة الثانية بعد الإيمان بك ومن كسر قلب أم كسرت قلبه فيارب إن أم سامر قد انكسر قلبها شوقا لابنها وتعذبت لعذابه فردّه إليها سالما غانما محرّرا ” إلى اخر الدعاء , كان غرضي من ذلك أن أوضح أن دعائي كنت أحاول فيه التضرع بدموع تلك الأم الطاهرة المجاهدة وأن أضع الشكوى في بيت الله الحرام دعما وتقوية لتلك النفوس الصابرة فعندما فتحت هاتفي وانا أتامل الكعبة بعد اتمامي للمناسك وجدت رسالة من الأخت شيرين العيساوي على الفيس بوك تقول فيها أن أمها دمعت عيناها من خبر العمرة , يالله كم كان ذلك الأمر مهولا بالنسبة لي فدعوت الله وقلت يارب أرجوك بتلك الدموع الزكية التي نزلت من أمه أن تجيره في القريب العاجل لتجفّف تلك الدموع وتنزل محلها دموع الفرحة ويلتمس جسدها بجسده وتقرّ قلبها وقلب أخته عما قريب بتلك الفرحة 
إنه الواجب الإنساني في الإسلام , فيا أمة الإسلام إن هذا الدين وهذا القران العظيم خرج بالبشرية من سجون الأنانية إلى الإنسانية وهي أعظم معجزة للإسلام أن الإنسان أصبح إنسانا بدخوله للإسلام فدمج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين كل القلوب وقال : ” مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ ” إنه دين الرحمة والألفة صهر القلوب ووحّد المشاعر ودمج الأجساد في جسد واحد , انظر لتلك الأم على انها أمك وإلى تلك الأخت على أنها أختك وإلى ذلك البطل سامر على أنه اخوك , إنها الإنسانية الخلق العظيم للإسلام الذي حوّل عمر بن الخطاب ذلك الرجل الذي كان من أشدّ الناس على المسلمين إلى رجل رحيم رقيق لا يتوانى في الذود عن حرمات المسلمين بدمه وروحه وقوته 
وهاهو سيدنا أبو بكر الصدّيق أعظم رجالات الإسلام , والرجل الذي اذا قيس إيمانه بإيمان الأمة كلها باستثناء رسول الله لرجحت كفته رغم كل كراماته وعظمة مكانته إلا أنه كان يقوم كل صباح لعجوز كسيرة حسيرة في بيتها ويكنس لها ويطبخ لها ويرتّب لها كل ما تحتاجه هي وبناتها وهي لا تعل أنه خليفة رسول الله فتتبعه عمر وسأل تلك العجوز فعرف عظمة ما قام به أبو بكر فقال لقد أتبعت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر , فأين الإنسانية في قلوبنا وأين التراحم والمودّة والتالف حتى نستفيق ونتحرّر من هواجس الخوف والخنوع , من يكفكف دموع أمهاتنا في فلسطين وسوريا ؟ من يجبر كسرهم ويردّ لهم ابتسامتهم ويمسح عنهم دموعهم ويردّ لهم أبناءهم , تأملت كثيرا في الكعبة وفي خاطري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينظر إلى الكعبة : ” مرحبا بك من بيت ، ما أعظمك ، وأعظم حرمتك ! وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك ، إن الله حرم منك واحدة ، وحرم من المؤمن ثلاثا : دمه ، وماله ، وأن يظن به ظن السوء “

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *