صحف عبرية- السنة التي كانت: من ربيع عربي الى شتاء اسلامي

Posted by: Siba Bizri

Arabic Shoah Editor in Chief

اصطبغت سنة 2012 كالسنة التي سبقتها بصبغة الربيع العربي، هناك من يقول انه شتاء اسلامي الذي زار منطقتنا. ومن الواضح منذ زمن أن الحديث ليس عن حادثة نقطية بل عن مسار تاريخي كانت نقطة بدئه الثورة في تونس في كانون الاول/ديسمبر 2010 لكن مايزال من غير الممكن ان نرى نهايته.

توجد اماكن يمكن الحديث فيها عن ‘نهاية البداية’ في الزعزعة التي جرت على دول المنطقة. في هذه الاماكن كمصر أو تونس بل ليبيا، انتهى بنجاح النضال لابعاد المستبدين البغيضين وانقضى النظام القديم. لكن توجد اماكن كسورية لا يمكن الحديث فيها حتى عن ‘نهاية البداية’، لأن النضال لاسقاط السلطة ما يزال في ذروته وبعيدا عن نهايته. ونقول في النهاية انه توجد اماكن كالممالك العربية، ولا سيما الاردن أو حتى دول الخليج حتى لم يبدأ فيها الربيع العربي، رغم الغليان الذي يتم الشعور به في الشوارع. ان الاردن مثلا قد يكون، وذلك لغير صالحه ومن المؤكد انه لغير مصالح اسرائيل الواضحة، قد يكون بطل الربيع القريب أو ربما ذاك الذي سيأتي على أثره.
لكن حتى في الاماكن التي أُسقط فيها حكام الماضي يتبين ان النضال لم ينته، بل ما يزال في ذروته. ولم يعد هذا نضالا للحاكم البغيض بل أصبح نضالا لملء الفراغ الذي نشأ في أعقاب سقوط نظم حكم الماضي، وهو في الأصل نضال عن الوجهة والطريق التي ستسير فيها الدولة والمجتمع في تونس وليبيا ومصر. وهو صراع بين التيار الاسلامي الذي يريد للاسلام ان يحكم حياة الدولة والمجتمع وبين الدوائر العلمانية التي تريد التحرر والحرية لا من الحاكم المستبد فقط بل من سلطة الفقهاء ايضا.

كانت 2012 ‘سنة مصر’ لأنه في هذه الدولة انتقلت السلطة الفعالة الى ممثل الاخوان المسلمين محمد مرسي. لكن الصراع حتى في هذه الدولة ما يزال بعيدا عن الحسم كما شهدت الأحداث العنيفة في شوارع القاهرة في الاسابيع الأخيرة.
ستكون السنة القادمة كما يبدو مصبوغة بصبغة الصراع في سورية. وقد أخذ يقوى في الاسابيع الأخيرة انطباع ان الصراع في هذه الدولةقد بلغ مرحلته الأخيرة.

إن الاسد في الحقيقة اجتاز التأبينات المبكرة وأظهر نظامه قدرة مدهشة على البقاء. ومع كل ذلك أصبح سوء وضعه في الاسابيع الأخيرة حقيقيا بل حرجا. وفقد النظام السوري السيطرة على أجزاء كبيرة من الدولة، وهو يوشك كما يبدو أن يفقد حلب وهي المدينة الثانية فيأهميتها في سورية، ويقاتل في معركة بقاء في مواجهة المتمردين في ريف العاصمة دمشق.

ومع ذلك ومثل كل شيء آخر يتعلق بالثورة السورية، قد تكون المرحلة الأخيرة من الصراع الجاري للسيطرة على هذه الدولة طويلة متواصلة. ينبغي اذا ان نفترض ان يستمر النظام السوري على الاحتضار نحو نهايته في مسار تدريجي قد يستمر مدة غير قصيرة.
مهما يكن الأمر فان جميع الدلائل تشير الى ان السنة القريبة، سنة 2013، ستصطبغ بصبغة استمرار الغليان وعدم الاستقرار واستمرارالصراع ايضا الذي هو في جزء منه صراع عنيف للسيطرة في الدول العربية المحيطة بنا.

وكل ذلك مع افتراض ألا تسرق ايران منزلة الريادة من أخواتها العربيات وألا يعود التقديم المُعجل لمشروعها الذري ليقوم في مركز الانتباه في اسرائيل وفي العالم الواسع.

إيال زيسر
اسرائيل اليوم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *