Salah al-Mukhtar and Izzat ad-Douri

NOVANEWS

صلاح المختار وعزة الدوري

علي بغدادي  –  عرب جورنال  –  شيكاغو

إذا كان لدى السيد صلاح المختار حجة للدفاع عن “شيخ المناضلين”، السيد عزة الدوري، لتقديمه الشكر للملك السعودي، ولتعامله مع شيوخ الخليج، إذا كان لديه مبرر لنائب الرئيس العراقي صدام حسين في توطيد علاقاته مع البرزاني وغيره من الزعامة الكردية التي بدأت تحالفاتها مع الصهاينة منذ سنة 1944  وما زالت تتحالف وتقدم لهم العون الذي أدى إلى قتل آلاف الطيارين والعلماء العراقيين من قبل الموساد الصهيوني، إذا كان لديه سبب وطني وأخلاقي يسمح لرفيقه الدوري بمناصرة المعارضة السورية المسلحة وبالتأمر على سوريا وجيشها وقيادتها التي تدفع الثمن غاليا للدفاع عن كرامة  الأمة ووجودها، إذا… إذا..، فليتفضل السيد المختار، ويشرح لنا ما “التبس” علينا فهمه، وليقدم لنا الحقيقة، حتى نقتنع ونعتذر ونكون له وللسيد الدوري من المأيدين ومن الشاكرين.

الأسلوب الفوقي، والتعالي على الناس، والتهجم ضد نساء ورجال عرفوا في وقوفهم مع الحق العربي، وضد قوى الظلم والاستكبار العالمي، يضر بالسيد المختار، والسيد الدوري، ويفقدهما المصداقية.

لا يستطيع السيد المختار أو غيره من جماعته أن يزاود علي شخصيا، ففي الوقت الذي قفز الكثير من البعثيين وغيرهم من السفينة التي كان يقودها صدام حسين، صعدت إلى السفينة نفسها وهي تلتطم بالأمواج وبالصخور، وذلك في اليوم الأول من دخول القوات العراقية الكويت، الولاية التاسعة عشر للعراق، لقناعتي بأن هذه العملية العسكرية هي  تحرير لجزء من الوطن  العربي الكبير، آملا أن يستمر هذا الزحف، حتى نصبح بالحقيقة شعبا واحدا، له علم واحد، وعاصمة واحدة، وجيش عربي واحد، يكون  لنا حاميا ودرعا من الطامعين.

لا يستطيع المختار أو غيره أن يزاود علي بعد أن أطلق علي الكثيرون لقب “رجل صدام في أمريكا” لأني كنت الصوت الأول والوحيد الذي تجرأ للدفاع عن العراق في الولايات المتحدة، في الوقت الذي التحق الكثير من “أصدقاء” العراق ومنتفعيه بالأمريكيين والخليجيين، وصمت البعض الآخر صمت الموت.

لا يستطيع السيد المختار أو غيره أن يزاود علي لأني عانيت وما أزال أعاني من المخابرات الأردنية والمصرية والتونسية والصهيونية وغيرها، كما “حظيت بشرف” زيارة رجال المباحث الفدرالي الأمريكي لبيتي أكثر من مرة، ل”قلقهم” الشديد على سلامتي أثناء زياراتي المتعددة للخارج.

لا يستطيع السيد المختار أن يزاود علي، فأنا أحد الناجين من الصاروخ العابر للقارات الذي أطلقه بوش الأب على فندق الرشيد، وفي اليوم التالي سرت بالقرب من السيد عزة الدوري في مظاهرة ضد الولايات المتحدة في شارع الرشيد.

سأتوقف هنا عن موضوع المزايدة، موضوع أتطرق إليه مكرها لا بطل.

أنا كغيري من الأخوة والأخوات الكثيرين ممن يرفض أن يكون من بين الغالبية الصامتة، ونحن ممن دافع ويدافع عن العراق وسوريا وأيضا إيران، البلدان المستهدفة، ضد المؤامرات الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية لأسباب خلقية ومبدأية تتعلق بمصير أمتنا، لا لأسباب فئوية تجبرنا أن نلتزم بفكر أو موقف لحزب أو جماعة معينة. ليس من حقنا فقط بل من واجبنا أن نراقب الأحداث والتطورات التي تجري في بلادنا وبين أهلينا عن كثب، ومن حقنا أن نتساءل ونكتب ما تمليه علينا ضمائرنا، آملين أن تكون شعوبنا على علم وحذر، ولقد لدغنا من أكثر من جحر.

فبعد أن فاجأنا السيد الدوري بتصريحاته الأخيرة، من حقنا أن نتساءل:

أهل كان من الصعب على الجيش الأمريكي ومخابراته وعملائه وأجهزة تنصته ومراقبته في العراق أن يقبض على الدوري في “مخبأه” طيلة هذه السنين في حين أن الأمريكيين كانوا وما زالوا يتحكمون بكل شبر من أرض العراق؟  أم أن الأمريكيين يخططون ويتصرفون عن علم ومعرفة وخبث، فوفروا الحراسة والحماية للسيد عزة الدوري حتى يجيء الوقت المناسب والمكان المناسب ليوكلوه بلعب دور هام لخدمة مصالحهم؟  لقد صرح الأمريكيون في العديد من المناسبات أن ليس لهم عدو أو صديق، بل مصالح.  ففي الوقت الذي كانوا يؤيدون الرئيس اليمني السابق ويمدونه بأدوات القتل والقمع، كانوا أيضا يجتمعون ويتحادثون مع المعارضة اليمنية، وتراهم اليوم يطبقون نفس هذه  السياسة في مصر وتونس والأردن وأماكن أخرى.

السيد عزة الدوري ليس بإله منزه لا يحل محاسبته، وليس من بين المعصيمين لا يجوز مساءلتهم، والعشرة المبشرون بالجنة انقلب بعضهم على بعض، ففريق ناصر عليا في معركة الجمل وآخرون ناصروا عائشة، وكان نتيجة ذلك قتل الآلاف من المسلمين.  السيد الدوري ليس الأول ولن يكون الأخير ممن ينشق على زعيمه ويتبع الشيطان الأعظم، ممن يسحر ببريق الذهب الأسود.

السيد صلاح المختار لم ينكر ولو كلمة واحدة جاء بها السيد عزة الدوري من تصريحات واضحة لا يعقل أن تأتي من زعيم لثورة أو لثوار، ويصف هؤلاء الذين يطالبون من الدوري وأتباعه بإيضاحات بالبرجوازية وبالمتشككين وحتى بالعمالة، ويحاول السيد المختار أن يركب موجة الثورة السنية والشيعية الحالية، ويعزو هذه الثورة إلى “قيادة” زعيمه السيد عزة الدوري الذي – حسب اعتقادي – جيء به وبآخرين لتحييد هذه الثورة عن مسارها التحرري.

لست أدري لماذا يزج السيد صلاح المختار بالنظام السوري  في معركته للدفاع عن السيد عزة الدوري، ويصف هذا النظام بالفاشية والعمالة لأمريكا ولإسرائيل، في حين أن هذا النظام اليوم القلعة الوحيدة المتبقية لدى العرب، القلعة التي تقف ضد المؤامرات الخارجية!  والسؤال هو هل كان النظام العراقي الذي خدم فيه السيد عزة الدوري كنائب لرئيس الجمهورية، نظام ناصرناه ووقفنا إلى جانبه لأنه كان مستهدفا من أعداء الأمة، هل كان هذا النظام ديمقراطيا ويرعى حقوق الإنسان؟

عيب على السيد المختار استغلال الشهداء العراقيين والادعاء بأن “صاحبه” السيد الدوري “يقاتل الأمريكيين وقدم 150 ألف شهيد” ويقود “أعظم مقاومة في التاريخ.. ألحقت الهزيمة برأس الهرم الإمبريالي.”

ونقول له ولصاحبه، إن الشعب العراقي هو قام بالقتال، وهو الذي قدم الشهداء، ونحن نحيي هذا الشعب الكريم، نقدر تضحياته من أجل الوطن والأمة، ونحني رؤوسنا تقديرا لأمجاده ومعاركه.

ونقول أيضا من أن التحاق السيد الدوري بالركب السعودي والقطري والخليجي هو التحاق بالركب الأمريكي الصهيوني، وهو خيانة عظمى للشهداء والمناضلين العراقيين، خيانة للوطن العربي، وخيانة للأمة العربية.

ونقول أيضا، ليست إيران، بل الدويلات العربية الخليجية ومصر والأردن، هي التي زجت بالعراق لخوض حرب مدمرة  مع إيران امتدت 8 سنوات، هي المسؤولة عن مقتل 3 ملايين عراقي جراء الحصار والحروب، هي المسؤولة عن 8 ملايين أرملة عراقية، هي المسؤولة عن 5 ملايين يتيم عراقي، هي المسؤولة عن 6 ملايين مشرد عراقي، وهي المسؤولة عن الحكومات الظالمة والفاسدة والعميلة التي جاء بها أسيادهم الأمريكيون.

وأخيرا أذكر السيد المختار من أن الحرة لا تأكل من ثدييها، وأن الصحافي الحر، والإنسان الحر، لا يشرب ولا يتلذذ من ريع النفط الخليجي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *