موت وقف النار في سوريا هآرتس – آفي يسسخروف وعاموس هرئيل

Posted By: Siba Bizri

Shoah Arabic Editor

اليوم (أمس) يفترض أن تدخل الى حيز التنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا، كوفي عنان، الذي وصل عدة مرات الى دمشق في الأسابيع الأخيرة في مهمة واضحة: أن يعيد الهدوء الى الدولة. وحسب الخطة، يفترض بالجيش السوري النظامي ان يسحب ابتداء من اليوم (أمس) قواته من مراكزالمدن وبعد يومين أن يوقف النار تماما. 

لكن، من الصعب التصديق بان احدا في سوريا أو في العالم يؤمن عن حق وحقيق فرص مبادرة عنان. يبدو أن حتى مبعوث الأمم المتحدة نفسه فهم في نهاية الاسبوع ان مجرد وصوله الى دمشق في محاولة لوقف النار اعطى دون أن يقصد شرعية للنظام السوري لمواصلة ذبح مواطنيه دون تمييز. وفضلا عن التقارير امس (الأول) عن منظمات حقوق الانسان عن اعداد اكثر من 100 مواطن منذ نهاية 2011، أمس (الأول) فقط بلغت منظمات المعارضة في سوريا عن قتل أكثر من 150 شخصا، بينهم 17 طفلا. 

النظام في دمشق أعلن منذ الآن ان ليس في نيته سحب قواته من المدن دون التزام خطي من المعارضة بوقف النار من جانبها، بينما معارضو الرئيس رفضوا رفضا باتا كل تعهد كهذا خطيا. من هنا، يبدو أن كل الأطراف تواصل شحذ السيوف قبيل الاعلان الرسمي عن فشل مساعي عنان ما سيؤدي علىأي حال الى تصعيد سفك الدماء في سوريا. 

أحد استنتاجات منظمة Human Rights Watch من الشهادات التي جمعتها من شهود عيان على الاعدام، هو أن جنود بشار الأسد ببساطة لم يكونوا يكترثون. فقد قتلوا في وضح النار، أمام ناظر شهود، فيما كانوا يعلنون بان هذا درس كي يرى الناس ويرتدعون. وبالفعل هذه هي المشكلة المركزية التي تواجهها المعارضة في سوريا، وكذا الأسرة الدولية: بشار الأسد لا يكترث من المثرثرين في الغرب او التهديدات بعقوبات اقتصادية اخرى.
الرئيس السوري يفهم بان الأسرة الدولية لا تعتزم العمل ضده جسديا، ولما كان بالنسبة له يدور الحديث عن حرب بقاء بكل معنى الكلمة، فهو مستعد لان يتخذ كل وسيلة كي يضمن بقاءه، حتى لو كان معنى الأمر هو قتل 150 مواطنا سوريا بالمتوسط في اليوم أو أكثر. من ناحيته، الكلاب في الغرب ستواصلالنباح لكن على الأقل قافلته ستواصل المرور. 

الأسد بقدر ما يبدو الأمر خياليا، شدد في الأيام الأخيرة نشاط جيشه ضد مراكز المعارضة في محاولة لابقاء معارضيه ضعفاء ومحطمين، لكن أكثر من ذلك، لخلق ردع بين الجمهور السوري. مشكلته هي ان سياسة «القبضة الحديدية» التي ينتهجها لم تثبت نفسها حتى الآن ومشكوك أن تخلق في هذه المرحلةاستعدادا لدى الجمهور للموافقة على مواصلة حكمه. 

في اسرائيل ايضا يوجد شك كبير بالنسبة لفرص نجاح مبادرة عنان، حتى قبل تعاظم أعمال الذبح في الأيام الأخيرة. مصدر أمني اسرائيلي قال لـ «هآرتس» ان «الاميركيين ايضا لا يعولون على عنان. وهم يخلقون بذلك شرعية للمرحلة التالية». ومع ذلك، على حد قوله، ليس واضحا بعد كم بعيدا ستكون واشنطن مستعدة للسير كي تساعد بشكل ناجع في تغيير نظام الأسد. في جهاز الأمن الاسرائيلي يأخذون الانطباع بان استطالة الصراع العنيف بين الأسد ومعارضيه قد تدهور سوريا الى وضع «دولة فاشلة» يتعاظم فيها نشاط حزب الله وايران من جهة وعناصر سنية متطرفة تتماثل مع القاعدة من جهة اخرى. 

مصادر الاستخبارات المختلفة في اسرائيل تشارك في التقدير بان الرئيس الأسد لن يتمكن من ان يجتاز الأزمة الحالية بسلام وأن نهاية النظام هو الانهيار. وزير كبير في الحكومة يقول ان «وضع الأسد لا مرد له. فهو لم ينجح منذ الآن في اعادة بناء مكانته كزعيم سوريا.
«لا حاجة الى التأثر بجولة الانتصار التي قام بها بعد المذبحة في حي بابا عمرو في حمص. الثورة ضده تندلع بالتدريج، حتى في دمشق».
في اسرائيل يتابعون بقلق ايضا استمرار انتقال وسائل قتالية ذات أهمية استراتيجية من سوريا الى لبنان الى ايدي حزب الله. الشهادات على نقل هذه الوسائل تتكاثر في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، بقدر ما هو معروف لا يدور الحديث في هذه المرحلة عن نقل سلاح كيماوي الى أيدي المنظمة الشيعية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *