بسيناريو مشابه لما حدث بالسودان مع مصر.. شجار بين لاعبي المنتخبين… وجزائريون لبسوا ازياء للتشبه بالعقيد القذافي نهائيات أمم أفريقيا تشعل أزمة جديدة بين الجزائر وليبيا… وطرابلس تعتذر رسميا عن حرق مواطنيها للعلم

Posted by: Siba Bizri

Arabic Shoah Editor in Chief

الجزائر ـ ‘القدس العربي’ ـ من كمال زايت

 خرجت المباراتان اللتان جمعتا المنتخبين الجزائري والليبي في آخر جولات التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا من إطار المربع الأخضر، ودخلت في ‘منطقة عمليات’ الأزمة الدبلوماسية، خاصة بعد الأحداث التي جرت بعد مباراة العودة التي جرت في الجزائر، إذ تعرضت سفارة الجزائر بطرابلس إلى الاعتداء والعلم الجزائري للحرق.

السلطات الجزائرية حاولت احتواء هذه الحادثة، وعدم اللجوء إلى التصعيد، مفضلة وضع اللائمة على بعض الأنصار الغاضبين، إذ صرح وزير الخارجية مراد مدلسي في البداية، ان ما حدث مجرد تجاوزات لا يجب تحميلها أكثر مما تحتمل، وأن المباراة في عمومها جرت في ظروف جيدة، ولكنه عاد أمس ليؤكد أمام الصحافيين على أن السلطات الليبية اعتذرت رسميا على حادثة الاعتداء التي وقعت على السفارة الجزائرية، وحرق العلم الجزائري.
من جهته طالب الناطق باسم الخارجية عمار بلاني السلطات الليبية بتوفير الحماية الضرورية والمناسبة للسفارة الجزائرية وللدبلوماسيين الجزائريين العاملين فيها، على اعتبار أن ذلك من مسؤوليتها.
إذا عدنا إلى الأجواء التي سادت قبل المباراة الأولى التي جرت في مدينة الدار البيضاء المغربية، لتعذر إجرائها في ليبيا، نجد أنها كانت عادية، لم يكن هناك لا تشنج ولا تعصب، حتى وإن حاولت بعض الصحف ‘تسخين البندير’ كما يقال في الجزائر، لاستقطاب القراء، لكن الجماهير عموما كانت منشغلة بالمنتخب الجزائري وباللاعبين المصابين، وبالتشكيلة التي سيشركها المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش.
وحتى المباراة نفسها جرت في روح رياضية كبيرة، وكانت متكافئة إلى حد ما، إلى أن فاجأ المنتخب الجزائري نظيره الليبي بهدف في الدقائق الأخيرة، وهو ما اربك حسابات أشبال المدرب عبد الحفيظ أربيش، وعندما صفر الحكم في نهاية المباراة اندلع شجار بين اللاعب الجزائري رفيق جبور وبين مجموعة من لاعبي المنتخب الليبي، وتدخل لاعبون آخرون من المنتخب الجزائري للدفاع عن زميلهم، وكادت الأمور تتطور إلى معركة شاملة فوق أرضية الميدان، لولا تدخل الجهازين الفني والإداري للفريقين.
هذه الصور التي شاهدها الجزائريون على شاشات التلفزيون أشعلت مباراة العودة التي كان ما زال يفصلنا عنها شهر كامل، وراحت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي تتناقل صور الاعتداءات التي تعرض لها لاعبو المنتخب الجزائري، ورغم محاولات التهدئة من الطرفين، إلا أن النار بقيت كامنة تحت الرماد في انتظار لقاء العودة.
المنتخب الليبي وصل إلى الجزائر يوم الجمعة وسط حراسة أمنية مشددة، ولكن الأجواء خارج المطار كانت عادية، ولم ينتبه أحد لوصول أبناء المدرب أربيش، ولكن رغم ذلك ظل المدرب وحيد خاليلوزيتش يحذر لاعبيه من منافسيهم، مؤكدا على أن هؤلاء يلعبون بخشونة زائدة، وسيحاولون إفساد المباراة بكل الطرق الممكنة.
يوم المباراة كانت قوات الأمن المكلفة بتأمين الملعب الذي جرت فيه المباراة تحت ضغط كبير، في ظل الإقبال الكبير من طرف الجماهير، التي لم يتمكن المئات منهم من دخول المدرجات، رغم أنهم اقتنوا تذكرة المقابلة، وحسب بعض الصحف فإن قوات الأمن أوقفت عددا ممن تشبهوا بالعقيد معمر القذافي ومنعوهم من دخول ملعب ‘مصطفى تشاكر’، وأجبروا بعضهم على نزع الباروكة والنظارات والطرابيش التي وضعوها، ولكن هناك من استطاع الهروب من المراقبة، بدليل أحد المناصرين والذي ظهر على شاشات التلفزيون.
المواجهة الحاسمة بين الفريقين انطلقت في ظروف كانت تبدو عادية، ولكن المنتخب الجزائري استطاع في ظرف ست دقائق تسجيل هدفين اربكا حسابات المدرب أربيش، وزاد في تعقيد مهمة الفريق الليبي، علما أن مباراة الذهاب كانت قد انتهت لصالح الخضر بهدف دون رد.
ورغم ذلك فإن المباراة سارت وكأن شيئا لن يحدث، حتى وإن ظهرت النرفزة على بعض اللاعبين الليبيين، الذين اخترقت شتائمهم لمنافسيهم آذان من تابعوا المباراة على شاشات التلفزيون، وقبل حوالى عشرين دقيقة من نهاية المقابلة تمرد بعض اللاعبين وحاولوا الانسحاب من الملعب وسط ذهول ساد المدرجات وبدت الحيرة على وجه المدرب خاليلوزيتش الذي قال بعدها أن الليبيين حاولوا إفساد عرس المنتخب الجزائري بالتأهل إلى نهائيات أمم أفريقيا. محاولة الانسحاب هذه بررها اللاعب أحمد الزوي بأنها رد فعل على هتافات بعض الجماهير الذين رددوا ‘جرذان’، مؤكدا على أن الجزائريين خسروا الشعب المصري وسيخسرون الشعب الليبي أيضا!
وبذل الجهاز الفني للفريق الضيف جهودا حتى أقنع اللاعبين بالعودة إلى الملعب، واستؤنفت المباراة بعد توقف دام أكثر من ست دقائق، وفي الأخير انتهت بالعناق بين اللاعبين، ولكن هذا لم يكن إلا الشوط الأول.
مباشرة بعد المباراة توجهت جماهير ليبية إلى مقر السفارة الجزائرية في طرابلس، وقاموا بالاعتداء عليها وأقدموا على حرق العلم الجزائري، وهي الصور التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الصحف الجزائرية التي طالب بعضها السلطات الجزائرية بالرد على هذا الاعتداء.’ ‘
السيناريو الذي بدأ يرتسم يذكرنا بما حدث بين الجزائر ومصر في عام 2009، عندما استطاعت الجزائر خطف بطاقة التأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا من المنتخب المصري، آنذاك شنت وسائل الإعلام المصرية حملة سب وشتم ضد الجزائر شعبا وحكومة وشهداء، وهي حملة تبين بعد ذلك وباعتراف مسؤولين مصريين أنها كانت من تدبير النظام المصري السابق، الذي أفسدت عليه الجزائر فرصة تمرير سيناريو التوريث لجمال مبارك

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *