النساء يسيطرن على مشهد جولة الإعادة.. أم أحمد: تركت أطفالى فى الصباح من أجل التصويت.. بائعة خبز: ليس كل الفقراء يقبلون ببيع ضمائرهم حتى لو لم يجدوا العيش..وميرفت:التصويت وإن كان علقماً فهو واجب وطنى

صورة ارشيفية

Posted by: Siba Bizri

Arabic Shoah Editor in Chief

 

 

 

 

 

 

 أمل صالح – اليوم السابع

ارتدت الجلباب الأسود ووضعت على رأسها طرحة سوداء بسيطة لتكمل بذلك مراسم الوقار العمرى، على يمينها أمسكت بيديها الثقيلتين حفيتها مريم لتنزلها درجات السلم خطوة خطوة حتى لا تتعثر خطواتها البطيئة على سلالم الدرج المتهالك، وتصل بسلام لمقر اللجنة الانتخابية بدائرة إمبابة تحديدا بشارع الطيار فكرى، فهى أمانة حثها عليها السيد المسيح فى تعاليمه المسيحية.

تقول تريز كامل 56 عاما: “استيقظت من الصباح الباكر أنا وحفيدتى مريم، للذهاب للجنة الانتخابية للإدلاء بصوتى فى انتخابات الإعادة، فالمشاركة فى نداء الوطن أمانة وصانا بها السيد المسيح.. كما أننى أصررت على اصطحاب حفيدتى مريم حتى تتعلم أول دروس المشاركة الوطنية حتى لو كانت على فراش المرض، فالأمانة حمل يجب على كل مؤمن قضاؤه”.

خلفها فى صفوف إحدى اللجان الانتخابية وقفت الحاجة كريمة كامل 55 عاما متكئة على عصى خشبية مرتدية عباءة طويلة إرجوانية وعلى رأسها خمار أبيض يغطى نصف جسدها، تقول كامل: “الوقوف فى صفوف الانتخابات واجب وطنى على كل مصرى فى تلك المرحلة الحرجة التى تمر بها ومصر، وأنا كمواطنة حرصت على نصح جيرانى وأقاربى من النساء على النزول للجان الانتخابية فى جولة الإعادة، فالاختياران علقم، ولكن الامتناع عن التصويت والمشاركة جريمة فى حد ذاتها لن تغتفر”.

الآن الطوابير انتخابية منذ بداية ممارسة العملية الديمقراطية فى مصر بعد الثورة بداية من الاستفتاء على التعديلات الدستورية مرورا بانتخابات مجلسى الشعب والشورى، وأخيرا الانتخابات الرئاسية فى جولتها الأولى والثانية، شهدت حضورا مكثفا للنساء لدرجة تبشر برفع الوعى المجتمعى لدى كل سيدة من مختلف الأوساط والطبقات الاجتماعية.

بلغة عامية بسيطة تفتقر لمصطلحات المغازلة أو المداهنة لمرشح عن آخر قالت أم أيمن بائعة خبز فى أحد أحياء إمبابة “مش أنا ست فقيرة وغلبانة ولا أملك إلا قوت يوم بيوم، ولكنى صممت إنى أنزل للانتخابات من أو يوم وأختار الأصلح وإللى هيخمنى أنا وولادى وأحفادى.. وإللى يقولك إن فى المرشح إللى اشترى أصوات الفقرا أقولك كداب مش كل الفقرا يقبلوا يبيعوا ضمايرهم حتى لو مش لاقين العيش الحاف”.

خلف بائعة الخبز وقفت أم أحمد 22 عاما، متوترة تنظر لعقارب الساعة تدعو الله أن تمر الدقائق سريعا حتى تستطيع العودة لمنزلها قبل استيقاظ أطفالها، تقول أم محمد: “تركت طفلى حديث الولادة فى ثبات عميق وجئت للجان الانتخابية قبل الموعد بنصف ساعة كاملة حتى أدلى صوتى وأشارك فى الانتخاب، فرغم عدم شعورى بالرضا عن نتيجة التصويت النهائية، إلا أن المقاطعة أشد وطأة”.

واتفقت على حديث أم محمد منمرفت رشاد 44 عاما والتى صممت على الذهاب للجان الانتخابية رغم حالة الإعياء الشديدة التى تمر بها، تقول رشاد: “التصويت حتى وإن كان علقما فهو واجب وطنى علينا جميعا، فبدل من ترك البلد لفصيل لا نرضى عنه أيا كانت هويته علينا أن نتكاتف ونمر بالأزمة بسلام، فيد الله دائما مع الجماعة”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *