الأونروا والعمال المياومون: تعسف

Posted by: Siba Bizri
Arabic Shoah  Editor in Chief

أوقفت الأونروا مؤخرا ستة عمال حراسة مياومين عينتهم مع بداية أحداث مخيم نهر البارد ضمن برنامج الطوارئ. ونظراً لأوضاع المخيم، استحدثت الأونروا وظيفة «حراس» استثنائية لمراكزها في منطقة الشمال، فعملت على توظيف عددٍ من سكان البارد حراسا لها.

 الأخبار – زياد شتيوي

عمدت الأونروا وبشكل تعسفي مفاجئ إلى إيقاف 6 من المياومين في الحراسة دون سابق إنذار. وجاء قرار الإيقاف عن العمل بحجة أن الوضع الاستثنائي شارف على الانتهاء، وبالتالي فإن الوظيفة الاستثنائية لم يعد لها من داع. والمحير في الأمر هو: لم اتخذت الأونروا هذا القرار بدون سابق إنذار للعاملين ليتمكنوا من تدبير أمورهم! خاصة أنهم يعيلون اسرهم وقد ارتبط وضعهم الاجتماعي والمعيشي بعملهم في الأونروا لخمس سنوات، مما يعني أن تبعات اجتماعية صعبة ستلحق بالعمال وعائلاتهم. تجدر الإشارة إلى أن أسامة بركة نفسه، وهو مدير الاونروا في الشمال، تعرض وفي وقت سابق لقرار تعسفي مشابه، حيث تم إقصاؤه عن إدارة منطقة الشمال، وقد أثار ذلك القرار يومها تعاطفاً كبيراً معه من قبل الفصائل والمجتمع المحلي، ومطلوب منه اليوم أن يقدر وضع الموقوفين عن العمل وأن يسعى إلى حل القضية بما يحقق العدالة. وفي المتابعة، تحرك العمال الموقوفون للاستفسار عن وضعهم، حيث التقوا مدير الأونروا أسامة بركة إثر اعتصام نفذوه، كما حاولوا منع سيارات الأونروا من التوجه إلى مقر عملها، وبحسب قول العمال الموقوفين فإن رد أسامة بركة كان حاسما، واكتفى بالطلب منهم إنهاء الاعتصام والسماح لسيارات الأونروا بالتوجه إلى عملها دون وعود جدية بمتابعة الأمر، معلنا أن ما تم هو قرار نهائي ولا رجعة عنه. عندها جال الموقوفون عن العمل على مسؤولي الفصائل في منطقة الشمال وشرحوا قضيتهم وطلبوا منهم تبني قضيتهم العادلة، وقد جاء رد الفصائل إيجابياً، حيث عقدت لقاءً مع الجهات المعنية في الأونروا لا سيما نائب المدير العام، وبحثوا معهم هذه القضية وقدموا عدداً من الاقتراحات العملية التي تنصف العمال وتناسب طبيعة عمل الأونروا وبرامجها في المنطقة، وكان الاقتراح الأهم ضرورة اعتبار العاملين أولوية، حيث إن لهم أقدمية في العمل، على أن يتم استيعابهم في وظائف أخرى مناسبة لهم، وبخاصة أن الأونروا تعلن بين الحين والآخر عن حاجتها إلى موظفين في قطاعات مختلفة. وقد أبدى المدير العام روجرز في ورشة عمل بين الأونروا والفصائل استعدادا للتعامل الإيجابي مع المقترحات، غير أنه عاد وتراجع عن التزاماته في وقت لاحق. وسألنا أمين سر الفصائل السيد عماد عودة مسؤول الجبهة الشعبية في منطقة الشمال عن هذه القضية، فأجاب: إن قيادة المقاومة في الشمال تتبنى بشكل كامل قضية الأخوة العمال، وستتابع تفاصيلها حتى النهاية، وقد دعونا إلى تحرك تحذيري عبارة عن اعتصامٍ أمام مكتب مدير مخيم نهر البارد على أن يعقبه تصعيد في التحرك إن لم تستجب الأونروا ولم تبد التزاما فعليا ينصف العمال، وبخاصة أننا نسمع كل يوم عن أسماء جديدة سيتم إيقافها لا نعلم مدى جديتها، ولكننا نقول: إن هذه القضية ستفجر أزمة إذا تفاقمت الأمور أكثر واستمرت الأونروا بالتعامل بهذه الطريقة غير المسؤولة التي لا تراعي ظروف الناس وأوضاعهم الاقتصادية السيئة، وقد أكد عماد أن الفصائل لديها نية للتحرك في الأيام المقبلة في تصعيد يشمل قطاعات إضافية بعد أن تم في الاعتصام الأول إغلاق مكتب مدير الأونروا في مخيم نهر البارد. ويذكر أن العمال المياومين يتقاضون مرتبا مقطوعا من الأونروا دون أية التزامات أخرى، لا تعويض ولا ضمان اجتماعي او أي مستحقات، ويبلغ 850 ألف ليرة لبنانية. وإيقاف العمال الستة تم بدون أي تعويض يساعدهم على تدبر أمورهم وعائلاتهم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *