NOVANEWS
أنا لم أضحك كما كان يتوقع مقدم هذا الفيديو، لم أر شيئا يضحكني، وغالبية ما أراه في عالمنا العربي والإسلامي يبكيني، ولن أحمد الله على عقلنا الظلامي العفن، ولا على إسلام من الترهات والخرافات والمجازر والذبح حسب الهوية، أمور لا يرضى بها الواحد الأحد، الحق، الباطن الظاهر…
لم ولن أضحك!!! الناس أحرار في دياناتهم وطقوسهم وعباداتهم، وهناك من يعبد رحم المرأة، وأنا شخصيا أحترمهم وأفهم فلسفتهم، فالرحم هو الحياة واستمراريتها، والبقرة التي يصلي لها الهندوس هي رمز للعطاء.
قد تكون هذه الجماعة التي تظهر في الفيديو من اليهود الصوفيين الذين جاءوا من العراق أو شمال إفريقيا، فهم يرددون “لا إله إلا الله”، ولا يذكرون النصف الآخر من الشهادة، وقد يكونوا مسلمين، قد يكونوا عربا أو شيشانيين.
دعونا أن نفرض أنهم يهود، كما يقول صاحب الفيديو، فلا يحق لنا أن نسخر منهم، بل أن نسخر من أنفسنا كمسلمين. كيف نسخر منهم وهم الرابحون والمهيمنون علينا وعلى مصائرنا؟ كيف نسخر منهم بعد أن استطاعوا بوحدتهم ودهائهم أن يطردونا من بلادنا ويحتلوا أرضنا وينتصروا علينا ويشردونا من ديارنا ويدمروا جيوشنا ومدننا وقرانا؟ كيف نسخر منهم بعد أن استطاعوا أن يخضعوا الغرب لإرادتهم وأجنداتهم؟ كيف نسخر منهم وقد تفوقوا علينا علما وثقافة وحضارة وصناعة وتكنولوجيا؟
كيف نسخر بهم في حين أننا لا نراهم يقتلون بعضهم بعضا، ولا يشربون دماء بني ملتهم، ولا يأكلون قلوب وأكباد جنودهم؟ كيف نسخر بهم في حين أننا لم نر ولو يهوديا واحدا يحارب في صفوفنا، يموت في الدفاع عنا، في حين أن عشرات الآلاف من العرب ينخرطون في ما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي ويصوبون النيران على رؤوس وقلوب شعبهم؟ كيف نسخر منهم في حين أن الآلاف منا عملوا كمخبرين وكجواسيس لحسابه وتسببوا في قتل وجرح وأسر الكثيرين من النخبة الطيبية المناضلة من أبناء وبنات شعبنا؟
كيف نسخر منهم في حين أننا لا نسمع منهم فتاوى تبيح القتل والذبح والاغتصاب والتدمير ورهائن الأطفال والنساء، وزنى الجهاد ونكاح الموتى، وقبل أيام تحرم أكل البافيه؟
كيف نسخر منهم في حين أنهم لا يحللون قتل نصف شعبهم حتى يتخلصوا من قيادتهم وحتى يستعيضوا عنها بقيادة خائنة تابعة خاضعة لأعداهم؟
كيف نسخر منهم وليس هناك ولو يهودي واحد يعيش بلا مأوى وبلا عناية صحية مجانية وبلا طعام، في حين أن هناك مليون ونصف مصري في القاهرة لوحدها يعيشون بين القبور؟
كيف نسخر منهم في حين أننا رأينا حكام الخليج يدفعون فواتير الحرب الأمريكية في أفغانستان ضد السوفييت، والحرب العراقية الإيرانية، والغزو الأمريكي للعراق سنة 1991 وأيضا سنة 2003، والغزو الأمريكي لليبيا، وقتل العراقي لأخيه العراقي كل يوم، وتدمير سوريا بالكامل وتهجير ثلث سكانها؟
كيف نسخر منهم في حين أنهم لا يشربون بول الإبل لمعالجة أمراضهم؟
كيف نسخر منهم في حين أن الكثير منا يؤمنون بأن اليوم آت، حين ينطق الحجر والشجر ويقولون لنا “يا مسلم، ورائي يهودي، تعال فاقتله.”
كيف نسخر منهم في حين لا يصلون ليل نهار، ينتظرون الله أن يهزم أعداءهم ويقتل رجالهم وييتم أطفاله ويستحيي نساءهم، بدلا من أن ننهض ونعد العدة ونحمل السلاح لتحرير بلادنا وشعوبنا من شرورهم وعنصريتهم؟
إذا كان هناك أناس في عالمنا ممن يستحقون السخرية فهم نحن المسلمون، فلقد فقدنا شرفنا وكرامتنا وإنسانيتنا، ولا أدري إذا كان لنا يوما شرف أو كرامة أو إنسانية.
أنا متعب، وأتوقف هنا، فقصتنا وقصتهم طويلة.. طويلة ومؤلمة..