ننشر وثيقة الإرشاد الرسولى للبابا بنديكتوس الـ16.. ترفض هجرة المسيحيين من الشرق.. وتؤكد أن المسلمين والمسيحيين يرفضون الإكراه فى الدين.. والسماح بحرية اختيار الدين

Posted bt: Siba Bizri

Arabic Shoah Editor in Chief

مايكل فارس- اليوم السابع 

حصل “اليوم السابع” على نسخة من وثيقة الإرشاد الرسولى الذى قام البابا بنديكتوس الـ16 بتوزيعة على أساقفة وبطاركة الكاثوليك بالشرق الأوسط واستلمها الأنبا كيرلس المدبر البطريركى للأقباط الكاثوليك فى مصر، خلال زيارته للبنان.

ووفق وثيقة بنديكتوس فهى تشمل على ثلاثة فصول تقع فى 56 صفحة تحدث خلالها عن الحياة المسيحية والمسكونية والحوار بين الأديان وواقع العلمانية والأصولية والمهاجرين، إضافة لتخصيص الفصلين الأخيرين عن الحياة الروحية وأمور عقائدية وإيمانية.

وفيما يتعلق بالحوار مع الأديان أكدت الوثيقة، أن طبيعة الكنيسة ودعوتها الكونية تتطلبان منها إقامة حوار مع أعضاء الديانات الأخرى فى الشرق الأوسط الذى يرتكز إلى علاقات روحية وتاريخية تجمع المسيحيين مع اليهود والمسلمين والذى لا تفرضه بالأساس اعتبارات براغماتيا ذات طابع سياسى أو اجتماعى.

وأكدت أن اليهود والمسيحيين والمسلمين يؤمنون بإله واحد خالق جميع البشر لذا فعليهم العودة لاكتشاف بعضهم البعض، والعلاقة بين المسيحيين واليهود مشبعة وعميقة ترتكز إلى الإرث الروحى، وكذلك الكتاب المقدس الذى جزء كبير منه مشترك والرجوع إلية يقربنا من بعضنا البعض، كما أن يسوع عاش ومات يهوديا ووالدته مريم تدعونا لاكتشاف الجذور اليهودية للمسيحيين، وهذا إرث يعتز به جميع المسيحيين وهم مدينون به للشعب المختار.

وحول العلاقة مع المسلمين، قالت الوثيقة، إن الكنيسة الكاثوليكية تنظر إلى المسلمين بأعين التقدير أولئك الذين يعبدون الله خصوصاً بواسطة الصلاة والزكاة والصيام يكرمون يسوع كنبى، نعلم أن اللقاء بين الإسلام والمسيحية اتخذ غالباً شكل الجدل العقائدى والتى شكلت ذريعة لدى هذا الطرف أو ذلك ليبرر باسم الدين ممارسات التعصب والتمييز والتهميش وحتى الاضطهاد، وعلى الرغم من ذلك يتقاسم المسيحيون مع المسلمين الحياة اليومية نفسها لكونهم جزءاً لا يتجزأ من الشرق الأوسط وتفاعلوا مع تدين المسلميين وواصلوا عيش حياتهم وتعزيز الإنجيل فى ثقافة بيئهتم، ونتج عن ذلك حياة تكافلية، ولهذا ساهم اليهود والمسيحيون والمسلمون فى نشأة ثقافة غنية بالشرق الأوسط.

وأضافت الوثيقة، من واجب وحق الكاثوليك فى الشرق الأوسط ومعظمهم من السكان الأصليين للأبد، المشاركة التامة فى حياة الوطن وينبغى أن يتمتعوا بمواطنة كاملة لا أن يعاملوا كمواطنين من درجة ثانية، فهم يرغبون فى مقاسمة خبراتهم مع المسلمين، خاصة وأنهم – أى الكاثوليك- جزء من رواد النهضة، وحساسون تجاه كرامة الشخص البشرى والحرية الدينية لذا قاموا ببناء المدارس والمستشفيات والمعاهد والتى تستقبل الجميع دون أى تمييز.

وعن الحرية الدينية قال بيندكتوس إنها تاج كل الحريات وحق مقدس غير قابل للتفاوض وتشمل الصعيد الفردى والجماعى وكذلك حرية اختيار الديانة التى يرتئى الشخص أنها صحيحة والتعبير علانية عن هذا المعتقد ويجب أن يسمح للإنسان بممارسة ديانته والتعبير عن رموزه بحرية دون أن يعرض حياته وحريته الشخصية للخطر.

والمسلمون يتقاسمون مع المسيحيين القناعة بأن الإكراه فى الدين غير مقبول خاصة إذا تم بواسطة العنف والذى يستخدم لتحقيق مأرب سياسية دينية، كأداة للتمييز والعنف الذى قد يؤدى إلى الموت.

والتسامح الدينى موجود فى العديد من الدول لكنه لا يؤدى إلى نتيجة ملموسة لأنه يبقى محدود فى نطاق تطبيقة ومن الأهمية الانتقال من التسامح الدينى إلى الحرية الدينية وهذا لن يتسبب فى “النسبوية” كما يؤكد البعض لأنها ليست تصدعاً فى المعتقد بل إعادة نظر فى العلاقة الانتروبولوجية مع الدين والله وليست تعدياً على الحقائق المؤسسة للمعتقد.

وأردفت الوثيقة، أن انعدام الثقة والأحكام المسبقة ليست أمراً حتمياً فباستطاعة الأديان أن تلتقى معاً لخدمة الخير العام.

وتحدثت الوثيقة عن العلمانية موضحة أن فى الشرق الأوسط واقعين متضاربين الأولى العلمانية بأشكالها التى تصل أحيانا للتطرف والأصولية العنيفة التى تدعى قيامها على أصول دينية، ولكن العلمانية الإيجابية لا تصل للتطرف، حيث إنها تعنى تحرير المعتقد من ثقل السياسة وإغناء السياسة باسهامات المعتقد بحفظ المسافة اللازمة بينهما، لا يمكن لأى مجتمع أن يطور نفسه بطريقة دون تأكيد الاحترام المتبادل بين السياسة والدين، أى العلاقة بين ما هو روحى وما هو زمنى، وتعنى أيضا العمل بالسياسة دون استغلال الدين.

وخصصت الوثيقة مادة عن “المهاجرين”، وقالت:” يشعر المسيحيون بالشرق الأوسط بشىء من الإحباط وفقدان الأمل والمهانة بسبب الصراعات ويشعرون بأنهم ضحايا محتملة لأى اضطرابات قد تقع، لذا فيجد مسيحيون كثيرون الهجرة هى أفاق مواتية للعيش بسلام وكرامة وأمن وهو الخيار المأسوى لأنه يقلص عدد السكان ويسامهم فى تنامى الفقر البشرى والثقافى فى الشرق الأوسط الذى بدون المسيحيين لا يعد شرقاً أوسطاً لأن المسيحيين يشاركون فى صنع الهوية الخاصة بالمنطقة.

وأشارت الوثيقة إلى قلق رعاة الكنائس الكاثوليكية الشرقية بسبب تناقص أعداد مؤمنيهم فى الأراضى البطريركية ويجدون أنفسهم مجبرين على تنمية رعوية المهجر، وشجع بنديكتويس الرعاة على حث المؤمنين البقاء فى وطنهم وعدم بيع أملاكهم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *