على يافطات حمراء كتبوا شعاراتهم وانطلقوا يهتفون باسم حقوقهم التي باتت محض نسيان الدولة. عيد العمّال في لبنان هذا العام ليس كالأعوام السابقة، فتراكم الفساد على مرّ السنوات واعتماد سياسات الفقر والتجويع وازدياد نسبة البطالةوالتهجير والغلاء وما يلحقه من تبعات تعمل على سحق العامل تفاقمت وأصبحت لا تحتمل.
ومع توالي الحكومات، واعتماد نهج موحّد من قبلها لمعالجة الأزمات، بات الوضع المعيشي في حالة حرجة، مما دفع بالمواطن الى حدّ الر بالدولة.
كل ذلك شحن نفوس العمّال بالغضب خاصة أنه بعد إقرار مرسوم تصحيح الأجور الذي أبصر النور بعد مناقشات ومشادّات وجدالات قانونية، أسفرت عن إستقالة وزير العمل شربل نحاس الذي رفض التوقيع على ما اعتبره مخالفاً للقانون. إلا أنه ومع اقرار رفع الحدّ الأدنى للأجور، فبعض المؤسسات الخاصة لم تلتزم به إضافة الى أن أجور موظفي الدولة في بعض القطاعات، باتت عرضة لعدم الصرف وذلك لأسباب خاصة بوزارةالمالية وقرارات الحكومة ورئيس الجمهورية.
خلافاً لكل نهوج وشعارات التظاهرات التي يشهدها العالم العربي في هذه المرحلة، نظّم الحزب الشيوعي اللبناني تظاهرة سلمية حاشدة جمعت أعداداً كبيرة من العمّال والكادحين والمناصرين للحزب من مختلف الأعمار. انطلقت التظاهرة المئوية من منطقة البربير الى ساحة رياض الصلح حيث السراي الحكومية، رافعين شعاراتهم المختلفة وأصواتهم تنضح بشعارات تارة رافضة لسياسات النهب والسرقة المتواصلة وارتفاع الأسعار والغلاء لا سيما سعر صفيحة البنزين وتارة أخرى داعية الى إسقاط وتغيير نظام المحاصصة الطائفي الذي يخضع له لبنان ، كلها على وقع الأغاني الثورية وأناشيد الحزب، بكل رقيّ وحضارة.