كشفت مصادر لجريدة “الصباح” في لجنة العلاقات الخارجية النيابية ان بغداد ستطرح في اجتماع 5+1 مع ايران الذي ستضيفه الشهر المقبل، مقترحات لتسوية الخلافات بشأن برنامج ايران النووي.ووافقت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا على عقد الاجتماع الخاص بالملف النووي الإيراني في العاصمة بغداد في 23 من الشهر المقبل.واضافت المصادر ان “العراق يسعى للتقريب بين ايران والقوى الكبرى، حيث سيطرح مقترحات ترضي الجانبين”.وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري قد اعلن الاسبوع الماضي، استعداد العراق لإقامة هذه المباحثات على أكمل وجه وسيكون دوره أكثر من مضيف، إذ أنه سيعمل على تسهيل تلك المباحثات والسعي لإيجاد تفاهمات مرضية لجميع الأطراف على اعتبار أن هذه القضية تهم العراق أيضاً.ونقلت”الصباح” الشهر الماضي عن مصدر مطلع تأكيده وجود امكانية ان يلعب العراق دور وساطة بين ايران والدول الغربية، لاسيما الولايات المتحدة.وقال المصدر لـ”الصباح”: ان العراق لديه علاقات جيدة مع ايران والولايات المتحدة ويمكن ان يخطو خطوات في هذا المجال، لاسيما ان بغداد ضيفت قبل اعوام لقاءات بين الطرفين.واستضافت بغداد في 6 اب من العام 2007 اجتماعا بين مسؤولين أميركيين وايرانيين بهدف تعزيز التعاون بشأن امن العراق بين الدول الثلاث، حيث دعا رئيس الوزراء نوري المالكي انذاك الى ضرورة التعاون لضمان امن العراق واستقراره.
وتنص المادتان 25 و26 من اعلان بغداد على مايلي: “الترحيب بالخطوات العملية التي أقرها مؤتمر 2010 لمراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وخاصةً ما يتعلق بإقامة مؤتمر 2012 والمقرر عقده في فنلندا حول إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، والتأكيد على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي والأطراف المعنية بإعداد مؤتمر 2012 مسؤولياتهم للخروج بنتائج عملية تقود بوضوح إلى إنشاء المنطقة الخالية، وأن إخفاق مؤتمر 2012 في تحقيق أهدافه سيدفع الدول العربية للبحث عن خطوات لضمان أمنها، تأكيدنا على حق الدول غير القابل للتصرف في استخدام وامتلاك وتطوير التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية طبقاً لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ورفض محاولات تضييق هذا الحق وفرض القيود عليه، بينما تُمنح التسهيلات لبعض الدول غير الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية امس، فان زيباري تطرق خلال لقائه في العاصمة اوسلو، نظيره النرويجي يوناس غارستورا، الى الاجتماع المقبل 5+1 لمناقشة الملف النووي الايراني الذي سيعقد في بغداد الشهر المقبل، والذي قال: انه “يمثل اقرارا بدور العراق الاقليمي والدولي بعد مؤتمر القمة العربية في بغداد”.كما بحث وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي امس مع وزير مفوض للشؤون السياسية في السفارة الاميركية في بغداد دوغلاس اي سليمان الجولة الثانية من المحادثات بشأن ملف ايران النووي.ونقل بيان للوزارة عن عباوي قوله: “ان العراق وخصوصا بعد نجاح عقد القمة في بغداد مستعد لاستضافة المؤتمر وتوفير جميع مستلزمات عقده وضمان نجاحه”.من جانبه اكد سليمان ان الجانب الاميركي يعول كثيرا على نجاح هذه الجولة من المحادثات، معربا عن ثقته بأن العراق قادر على القيام بدور مهم لانجاح المفاوضات.في غضون ذلك، ذكر اعضاء في مجلس النواب ان بحث ملف ايران النووي في اجتماع يعقد في بغداد دليل على عودة العراق الى الساحة الدولية.واشار النواب لـ”الصباح” الى ان العراق عازم على حل هذه الملف الضروري بحكم علاقاته الطيبة مع ايران.فقد ذكر النائب عن لجنة العلاقات الخارجية عماد يوحنا ياقو ان “الاجتماع المرتقب في بغداد نهاية الشهر المقبل لبحث الملف النووي الايراني تم بحثه قبل انعقاد قمة بغداد، وان نجاح القمة اضاف رصيداً للعراق لعقد هذا الاجتماع وهذا دليل على ان العراق يقوم بدوره الاقليمي على اكمل وجه”.
واضاف ياقو ان “العراق سوف يعمل جاهداً من اجل حل هذا الملف الضروري، خاصة ان رئيس الوزراء نوري المالكي قام بزيارة لايران وبحث فيها هذا الملف.كما اكدت النائبة عن القائمة العراقية ندى محمد ابراهيم ان “الاجتماع المرتقب لبحث الملف النووي الايراني جاء بعد نجاح قمة بغداد وهو دليل على ان العراق بدأ يعود الى مكانته الطبيعية بين الدول بعد عزلة استمرت لمدة طويلة”.وتابعت: ان “الملف النووي الايراني ملف مهم وسيكون للعراق دور في حله بحكم العلاقات التي تربطه مع الجميع”.وفي سياق متصل، اشادت النائبة عديلة محمود حسين بعقد اجتماع 5+1+ ايران في العراق لان ذلك اشارة واضحة انه بدأ باستعادة وضعه بين جيرانه وهذه دلالة على ان العراق متمسك بعلاقات حسن الجوار.واضافت حسين ان “العراق سيحاول خلال هذه الاجتماع التوصل الى حلول بشأن هذا الملف“.