مازوكية وطنية -إسرائيل اليوم

Posted by: Siba Bizri

Shoah Arabic Editor in Chief

مازوكية وطنية -إسرائيل اليوم

بقلم: دان مرغليت

(المضمون: الثرثرة الكثيرة الاسرائيلية تضر بالخطة الاسرائيلية لضرب ايران بصورة لم تكن موجودة في اسرائيل من قبل – المصدر).

        ما تزال القيادة السياسية العسكرية تمشي مكانها في الماء العكر لتحليل منظومات الهجوم المحتمل على ايران فيما يشبه المازوكية الوطنية. ان عنات كام هي فتاة ساذجة اذا ما قيست بعدد من قادة جهاز الامن السابقين.

        أُضيف أمس الى الجوقة اقتراح رئيسة ميرتس زهافا غلئون ان يقضي القانون بأنه اذا استقر رأي الحكومة على مهاجمة المشروع الذري الايراني فستُلزم ان تحصل على إذن بذلك من رئيس لجنة سرية تابعة للكنيست.

        يثير هذا اسئلة كثيرة. هل يُضعفون حق الحكومة في بت القرار وواجبها؟ وهل يحولون الكنيست الى جزء من الذراع العملياتية في حين ان عمل البرلمان هو ان يراقب الحكومة لا ان يكون شريكا لها؟ والشيء الأكثر أساسية من كل شيء هو: وماذا يكون اذا سرب ممثل المعارضة في هذه اللجنة مضمون القرار الى رئيسة حزبه ونشأت جلبة؟.

        بحسب نبأ نشر هذا الاسبوع جمع رئيس الاركان رفائيل (رفول) ايتان الراحل زملاءه المتقاعدين وحدثهم في 1981 عن الهجوم على المفاعل الذري في العراق. وتحدث أحد اعضاء الفريق وهو حاييم بارليف الذي كان قد أصبح سياسيا وكان مرشحا لمنصب وزير الدفاع من قبل حزب العمل، تحدث الى شمعون بيرس عن ذلك فأرسل هذا رسالة الى مناحيم بيغن سببت تأجيل القصف. ولو وجد نجاحان آخران كهذين لبيرس لاضطررنا الى ان نعيش في ظل التهديد الذري لصدام حسين.

        سأل اهود باراك ذات مرة مسؤولا امريكيا كبيرا أكانت الولايات المتحدة تتجرأ على العمل في 1991 على مواجهة العراق لو كان ذريا، وأُجيب بصفق راحتيه. لكن بيرس لم يغفر لبيغن الذي لم يستجب له، لحسن حظنا.

        ان التهديد في الثرثرة هذه المرة أكبر مما كان قبل 31 سنة. والسيناريوهات العملياتية – أي مدة العملية المحتملة – تضعف اسرائيل وتسلب الحكومة تقريبا حقها وواجبها في اتخاذ قرار حاسم. وهذا يشكل تآمرا على ركائز الديمقراطية السليمة.

        ينبغي ان نُفرق في هذا السياق بين من يجادلون في أنه هل نُسلم لقنبلة ذرية أم نقصفها قبل تركيبها، وهذا نقاش مشروع، وبين تسرب تفصيلات عملياتية تُبين لايران متى يحسن ان تستعد للضربة.

        مع كل ذلك يستحسن ان نأخذ شيئا ما من اقتراح غلئون. قبل 56 سنة خرجت اسرائيل في عملية سيناء التي كانت من أهم وأنجح العمليات في تاريخها. وطار دافيد بن غوريون ورفاقه الى باريس واتفقوا مع بريطانيا وفرنسا على تدبيرات الجيوش. ومع عودتهم وقبل ان يُحدث بن غوريون كل الوزراء في الخطة استدعى خصمه المتشدد – والبغيض ايضا آنذاك – بيغن وحدثه عن العملية وسأله عن رأيه. وقد سلك بن غوريون سلوكا حكيما، فقد كان بيغن أهلا للثقة بصفته ذا شعور وطني وبأنه لن يُسرب الأنباء الى أحد.

        تستحق هذه الواقعة ان تنقش في قلب بنيامين نتنياهو انه اذا حانت، والعياذ بالله، الساعة التي يجب فيها شد الحزام والخروج في الطريق الطويل فانه سيجد اشخاصا وجهاء أهلا في المعارضة يشاركهم الشعور الطبيعي بالحرج.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *