كيري ولافروف يرسمان الحدود الحقيقية والنهائية لمؤتمر جنيف2

NOVANEWS
أورينت نت- نصر الحريري*

خخخخ

بعد بيان مليء بالأماني الطيبة التي لم تنفذ يوماً، صادر عن مجموعة أصدقاء الشعب السوري، قدم وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري صورة بالغة السواد عما ينتظر الشعب السوري في مؤتمر جنيف .
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال “الروس والأمريكيون لن يفرضوا شيئاً على أحد، فقط سنشجع الطرفين للتوصل إلى اتفاق” ما يعني أنه لن تمارس أي ضغوط بأي قدر كان على نظام القهر الأسدي في جنيف ولا يوجد أي ضمانات سيحصل عليها الوفد السوري المعارض الذاهب إلى جنيف .
وأضاف كيري ” نحن لا نعرف ما هي النتيجة النهائية لمؤتمر جنيف٢” الأمر الذي ينفي ما يروج له البعض من أن هدف المؤتمر تنحية بشار ونظامه ومحاكمة مجرمي الحرب المحيطين به .
وساوى كيري بين الجلاد والضحية حين قال “هناك انتهاكات من النظام والمعارضة، وفظاعات يرتكبها المعارضون ضد بعضهم البعض” دون أن يكلف نفسه عناء التوضيح أن تجاوزات بعض المعارضين لا تمس بأي شكل كان حقوق الشعب السوري .
وفي زلة لسان غير مسبوقة قال الوزير الأمريكي في معرض تشجيعه إيران على حضور مهرجان جنيف ” إيران يمكنها أن تشارك إذا اعترفت بجنيف١، وجنيف١ هو مجرد بيان، هو توافق لتشكيل هيئة حكم انتقالية” وهكذا أفقد الوزير الأمريكي مرجعية جنيف ١ لمؤتمر جنيف ٢ من كل قيمة، رغم تهليل الذاهبين إلى جنيف لهذه المرجعية، وتقديمها وكأنها قدر لا يمكن رده ولا يمكن الخروج عنهإذن جنيف ١ هو مجرد بيان وتوافق غير ملزم لأحد .
من جهته كان وزير الخارجية الروسي أشد وضوحاً من زميله الأمريكي فقال في تبنٍ تام لمطالب النظام السوري ” يجب أن يتخذ قرار في جنيف ٢ لمحاربة الإرهاب وإلا فلن ينجح” وأضاف ” يجب أن تشارك إيران في مؤتمر جنيف، ويجب أن يضم وفد المعارضة في جنيف معارضات أخرى غير الائتلاف” في إشارة إلى قوى المعارضة المصنعة من قبل النظام .
وقال لافروف “مرجعية جنيف٢ هي بيان جنيف ١ لكننا لن نفرض عقوبات على أحد لاحترامه” ما يجعل النظام في حل من أي التزام في جنيف ، فهل حصل منذ ٤٣ سنة من عمر النظام المجرم أن قدم أي تنازل للشعب السوري أو للعالم إلا إذا كان مهدداً جدياً بالعقاب الجدي ؟
وواصل الوزير الروسي انحيازه التام ضد الشعب السوري وقواه الحية حين قال “المعارضة منقسمة ومشرذمة وفيها الكثير من الإرهابيين وفيها مرتزقة، وعلى المعارضة أن تواجه التطرف” ولم يذكر ولا مرة واحدة إرهابيي حزب الله وإيران وأبو الفضل العباس وغيرهم من القتلة الذين يستجلبهم النظام لقمع الشعب السوري وذبح أبناءه .
وختم الوزيران مهرجان فضح ماهو مبيت للشعب السوري في جنيف ببشرى أنهما اتفقا على إجراءات تمهيدية محدودة للغاية تشمل ” ١- تشجيع وقف إطلاق نار جزئي لا يساعد الجماعات الإرهابية، ربما يبدأ بحلب، يوجب أولاً عزل العناصر السيئة، وإذا أصروا على مواقفهم فسوف تحصل مواجهة معهم ٢- إمكان تبادل أسرى ٣- السماح بوصول مساعدات إنسانية لمناطق محاصرة من قبل النظام وأخرى محاصرة من قبل المعارضة ” . إن هذه الاجراءات التي تسمي المعتقلين أسرى حرب، وتزعم أنها حصلت على موافقة عليها من معارضة تصفها بالمعتدلة دون أن تسميها أو تسمي من يمثلها، هي أبعد ما تكون عن الشروط التي نصت عليها المبادرة الدولية، المعروفة بنقاط كوفي عنان، التي ذكرت في بيان جنيف١ كجزء من البيان ومن قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢١١٨ حول سورية ، وهي الافراج عن جميع المعتقلين، وسحب قوات النظام من المدن، ووقف تام لاطلاق النار، ورفع تام للحصار عن المدن .
وبعدم ذكر مسألة تنحي بشار أو إسقاط النظام أو محاسبة مجرمي الحرب، يؤكد الوزيران الراعيان لمؤتمر جنيف أنه سيكون مؤتمراً بلا هدف محدد ولا شروط ولا ضمانات على الإطلاق ، بل على العكس من ذلك هو يضمن للنظام بأنه لن يجبر على القيام بأي خطوة لا يرغب بالقيام بها، وبأنه لن يعاقب ولن يخضع لأي ضغوط لإعادة أي حق من حقوق الشعب السوري المسلوبة.
* ممثل الحراك الثوري في الائتلاف الوطني

One thought on “كيري ولافروف يرسمان الحدود الحقيقية والنهائية لمؤتمر جنيف2

  1. I can’t understand a single word but it is to stop the Zionist abuses in Palestine so I support it 100%.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *