* في صحيفة يديعوت أحرونوت مقال تحت عنوان : ” يمنحون الاسد فرصة اخيرة … مهرجان النفاق ” :

كيف الحال في سورية؟ حسن شكرا، يذبحون كالعادة. وماذا يقول العالم في ذلك؟ العالم يدير عينيه في السماء ويتظاهر بأنه لم يُقتل خمسة آلاف سوري، ولم يُجرح عشرات الآلاف ويُعتقل عشرات الآلاف الآخرين على يدي نظام حكمهم هم أنفسهم. لماذا أُنشىء تحالف دولي على نظام القذافي؟ لانهم قالوا ان القذافي يطلق النار على مواطنيه. فماذا يفعل الاسد بالضبط؟ اسوأ من ذلك، انه يقصفهم من سفن حربية، لكن في هذه الحال خاصة يسود صمت مطبق.

يُمكّن تحالف مصالح ظلامية بشار الاسد من الاستمرار في فعل ما يشاء، وهو يعلم ذلك. إن المنافقين الأولين بالطبع هم الجيران الاتراك. فرئيس حكومة تركيا يهاجم اسرائيل بلا انقطاع بسبب تسعة قتلى فوق ‘مرمرة’ لكن يبدو أنه ليس له الكثير مما يقول عن خمسة آلاف قتيل في سورية. ولتركيا الحدود الأطول مع سورية. منذ بضعة اشهر يتظاهر الاتراك بأنهم يمنحون الاسد ‘فرصة أخيرة’، لكنهم يحافظون على سلطته بالفعل. فهم يخشون فراغا في سورية يأتي على حسابهم. في كل اسبوع يُقتل جنود أتراك على يد الجبهة السرية الكردية، ويخشى الاتراك أن يقتل الاكراد جنودهم عن جانبي الحدود مع سورية.

بخلاف الأنباء المنشورة والتقديرات، لا يبدو أن الاتراك ينوون التدخل العسكري في سورية. فهذا سيورطهم مع المؤيدة الاولى لسورية، أعني ايران، التي لا تخفي تأييدها الواضح لنظام القتل في دمشق. وهناك دولة اخرى تصمت هي العراق الشيعية التي ترى العلويين في سورية أقرباءها.

وأي يؤيد نظام الاسد ايضا؟ الجامعة العربية التي تسارع الى الشكوى من اسرائيل في مجلس الامن لكل اخلال صغير في غزة لكنها تسمح لنظام عربي بأن يذبح أبناء شعبه بلا أي تشويش. لم يعد هناك تسويغ لهذه المؤسسة التي عملها الوحيد أن تحاول احراج اسرائيل. واعادة عدد من السفراء العرب ايضا من دمشق هي بمثابة ضريبة شفوية لا أكثر من ذلك.

وأي تغمض عينيها ايضا؟ انها روسيا التي تحمي الاسد بسبب المرسى الحديث الباهظ الكلفة الذي انشأته في الميناء السوري طرطوس. فروسيا محتاجة الى ميناء في البحر المتوسط لكن حينما يستطيع اسطولها أن يرسو في اسرائيل ايضا، فلا حاجة الى تأييد بشار من اجل الخروج الى المياه الدافئة.

فقدت الامم المتحدة ايضا غير القادرة على صد القتل الجماعي، سبب بقائها. فقد أُنشئت هذه المؤسسة لمنع اعمال الكارثة والابادة الجديدة بعد الحرب العالمية الثانية حتى انها غير قادرة على نشر تنديد لسورية. وفي الختام الادارة الامريكية للرئيس براك اوباما. كان اوباما هو الذي دفع سفيرا امريكيا الى دمشق بالقوة تقريبا بعرضه الاسد بأنه حليف امريكي وهذا عدم فهم مطلق للواقع في المنطقة. الى اليوم لم تُعد الولايات المتحدة سفيرها من سورية، وبهذا تستمر في منح نظام القمع الفظيع الشرعية.

إن النفاق الأكبر الذي يظهر اليوم بطبيعة الامر هو نفاق النظام السوري نفسه الذي جهد في توجيه الاهانات والتحريض والاكاذيب على اسرائيل؛ وهو نظام استبداد تنكر بلباس دولة حقوق انسان، عرض كذبا ديمقراطية باعتبارها دولة استبداد. أصبح يمكن إزالة هذا القناع على الأقل في الحفل الدولي المنافق الذي يجري حول سورية المريضة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *