فلسطين وذاكرة الثورة !!!

posted by ; Siba Bizri

Arabic Shoah Editor in Chief

قلم: يحيى رباح

حين نحتفي بالذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة فتح, انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة, فإن هذا الاحتفاء ليس مجرد بهرجة, لأن ذاكرة الثورة التي تستعيد حضورها وتجربتها هي ذاكرة كبرى, نستعيد من خلالها عمق البدايات, وقرار البدايات الأصلي المتمحور حول هدف مقدس, وهو إعادة إحياء الكيان السياسي الوطني الذي اندثر, وإعادة لملمة الهوية الوطنية التي تبعثرت, وهذا الهدف يجسد جناحي القضية, الدولة الفلسطينية في فلسطين, والعودة إلى الوطن بكل حقوق العودة التي لا تتقادم ولا تذوب ولا تتلاشى لأي سبب كان .

في هذا الاقتراب النوعي من الهدف, تتراكم الصعوبات وهذا أمر طبيعي ومتوقع, وعلى سبيل المثال نجد هذه العربدة الإسرائيلية التي تصل إلى حد الهستيريا, وخاصة في ظل هذا الائتلاف الإسرائيلي الذي بدأ يتهدم ويتآكل وهناك احتمال كبير بانهياره في الانتخابات الإسرائيلية المبكرة وبالطبع فإن هذا الائتلاف المهيأ للسقوط سوف يدافع عن نفسه وعن مشروعه الإلغائي للحق الفلسطيني بأقصى ما يستطيع !!! ثم هناك الضغط الأميركي الذي وصل حدوده القصوى, ويمكن أن تكون أهدافه تخفيض سقف التوقعات الفلسطينية أو تقييد المساحة التي معها القرار الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة للقيادة الفلسطينية.

هذا الضغط حقيقي, وليس مجرد كلام أو تهديدات فقط, بل هو ضغط تتضافر فيه عناصر متعددة سياسية وأمنية واقتصادية وتفاصيل حياة يومية, فكيف نستوعب ذلك كله ؟؟؟

وأول ما نملكه في هذا الإطار هو قدرتنا الذاتية, قدرتنا على الفعل, قدرتنا على الصمود, قدرتنا على البقاء تحت سقف التجربة الصعبة, وأهم ركائز هذه القدرة هي الوحدة, المصالحة, إعادة صياغة الذات بما يحصننا أمام الاحتمالات الخطيرة !!!

هذا هو نداء المصالحة, ونداء الوحدة, لأننا لا نملك قاعدة صعبة أخرى بديلة عن المصالحة والوحدة, وصياغة نظامنا السياسي الفلسطيني للانطلاق بالانجازات إلى الأمام .

عندما نرى هذا التوهج غير العادي في ذكرى انطلاقة فتح, فان هذا ليس معناه المناكفة, ولا المخاصمة, ولا استعراض الذات, وإنما معناه الحقيقي أن الوحدة هي الخيار الأساسي, وأن المصالحة هي الاحتجاج الوطني, وأن رهانات الأمس فيما يتعلق بالانقسام عن هذا الطرف أو ذاك أصبح رهانا ساقطا لا غطاء له, وأن الوعي الجمعي تجاوز كل ذلك .

هذا ما نقرأه اليوم في ذاكرة الانطلاقة والاحتفاء بها على هذا المستوى الشامل .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *