صوت مسموع في الهضبة – صحف عبرية

Posted by: Siba Bizri

Arabic Shoah Editor in Chief

لتدريب الجيش الاسرائيلي الذي أُجري في هضبة الجولان في غد رأس السنة، أهمية كبيرة ووقع في وقته. وقد سبقت التدريب سلسلة أفعال وتصريحات ايرانية طويلة موضوعها مشاركة طهران التي تزداد عمقا في ما يجري في سورية. بدأ ذلك بمشاركة وحدات ايرانية في المعركة الى جانب قوات بشار الاسد، وينتهي الى تصريحات متحدية من قادة ايرانيين كبار لاسرائيل. ودور ايران الذي أخذ يقوى في صوغمستقبل النظام، كل نظام في دمشق. 

وينبغي ان نضيف الى ذلك خروج حسن نصرالله المتحدي من مخبئه لظهور حي قصير جدا في مسيرة التنديد بالفيلم المسيء المُهين للنبي محمد، وكلام زعيم ‘حزب الله’ المتبجح المضاد لاسرائيل، الذي أصبح أمرا لازما في السنين الاخيرة.
كانت خطوة اسرائيل مُلحة وكانت مفاجئة وموزونة ومقدرة. فقد بينت اسرائيل لأول مرة أن لها أكثر من مجرد اهتمام انساني لمصير المعركة الداخلية في سورية، وان تحديا ايرانيا تصعيديا في داخل دولة جارة يجد اسرائيل مستعدة متأهبة لكل حادثة. ولهذه الرسالة أهمية تزداد في مواجهة الأنباء عن ان السوريين تدربوا على استعمال السلاح الكيماوي الذي يملكونه في حضور ايرانيين يمكثون في الدولةضيوفا عند الاسد.

كان الوقت الذي اختارته اسرائيل كاملا ايضا بالنسبة لجوانب أوسع. ففي القاهرة التقى ممثلو مصر مع وزيري خارجية تركيا وايران للتباحث في الازمة السورية. وغابت مدعوة رابعة هي السعودية لكن ذلك لم يمنع المصريين من أن تُسمع كلاما كالمهاميز يعترض علىأفعال ايران في دمشق.

والتقى أمين سر مجلس الامن القومي الايراني، سعيد جليلي، في ذلك اليوم في أنقرة مع رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان، وبعد ذلك سافر الى اسطنبول للقاء المسؤولة عن الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون بشأن استمرار التفاوض في القضية الذرية. وفي أنقرة كما في القاهرة ايضا سمع الممثل الايراني انتقادا شديدا لنشاط ايران في سورية. وجهدت الصحافة التركية في ان تُبلغ ان الضيف الايراني طُلب اليه ان ينتظر خارج باب مكتب رئيس الوزراء نحوا من نصف ساعة وأن ‘الواقعة’ وُثقت بصور زينت الصحف التركية من غد الزيارة.

ان أياما صعبة، صعبة جدا، تمر على طهران. ففي حين يلقى استثمار ايران في سورية الذي أخذ يقوى نقدا في المنطقة ومن خارجها، فان اقتصادها متعثر وأخذت تصاب بدوار لقوة العقوبات المستعملة عليها. وتتقدم ايران نحو فقدان السيطرة على التضخم المالي المنطلق مسرعا في أنحاء الدولة والنقص الذي أخذ يزداد تسارعا من قيمة عملتها.

ان هذه الظروف المتآلفة لا تُمكّننا من ان نعلم في وضوح هل يشعر قادة ايران بأنهم قريبون من نقطة تحطم النظام. ان الايماء الاسرائيلي في الجولان عنصر آخر سيضطرون الى ان يُقدروه تقديرا جيدا حينما يجوسون أنحاء سورية ويؤيدون جرائم الاسد على الانسانية.
في صعيد مختلف تماما، وفي نظام علاقات مختلف تماما، ينبغي ان نتوقع ان يُسجل أمر اجراء التدريب العسكري الاسرائيلي في واشنطن وموسكو ايضا. وأنا أُقدر ان الرئيس اوباما والرئيس بوتين لا يريدان ان يُمكّنا الايرانيين من إملاء المخطط النهائي في سورية وجر المنطقة كلها والعالم كله وراءهم. ويمكن ان يكون التدريب العسكري ايضا بمنزلة ‘اشارة تحذير’ للقادة الكبار قبل ان تُنذر الازمات في سورية بحرب والعياذ بالله.

افرايم هليفي 
يديعوت 20/9/2012

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *