Posted By: Siba Bizri
Arabic Shoah editor in Chief
روبير عبد الله – صحيفة الأخبار اللبنانية
«لو تحرك شعور السيناتور وأمثاله يوم كان اللاجئون العراقيون يتدفقون إلى لبنان، أو يوم كانت إسرائيل تدك لبنان بالطائرات الأميركية». بهذه العبارة، علّق أحد العكاريين على زيارة عضو مجلس الشيوخ الأميركي جوزف ليبرمان لوادي خالد. فالسياسي الأميركي، المعروف بصداقته لإسرائيل، عبّر عن «تأثره» بالروايات التي نقلها عن النازحين السوريين في وادي خالد، خلال زيارته المنطقة أمس. قال ليبرمان: «بالنسبة إليّ، كان الأمر مؤثراً وشخصياً، هناك رجل وصف لي ما عاناه في الأشهر الماضية، وكان شاهداً على مقتل أخيه على أيديالقوات السورية».
المكان الذي التقى فيه السيناتور الأميركي النازحين السوريين هو المكان عينه الذي تعرفت من خلاله شخصيات عديدة من الرابع عشر من آذار على وادي خالد، أي في منزل رئيس بلدية المقيبلة السابق محمود خزعل، الذي رحب في حينه بـ«صقور 14 آذار» الذين جاؤوا إلى وادي خالد لـ«كسر الحصار الإعلامي». حاولت «الأخبار» أن تستعلم من خزعل عن حيثيات الزيارة، لكن ما إن بدأ الاتصال حتى قطعه الرجل قائلاً: «أحدثك لاحقاً، فقد جاءني اتصال من السفارة». لم يقل خزعل السفارة «الأميركية»، لكن الكلمة الثانية كانت لزوم ما لا يلزم.
على بعد أمتار من منزل خزعل، لم يسمع صوت للنائب السابق محمد يحيى، إذ شهد منزله أكبر احتفالات المبايعة للرئيس السوري. كما لم تسمع أصوات ممانعة من جانب قوى 8 آذار الأخرى، لا من جانب التجمع الشعبي العكاري ولا من جبهة العمل الإسلامي، فضلاً عن الأحزاب «القومية والوطنية»، مضافاً إليها التيار الوطني الحر. فجاء الاعتراض من شخصيات وناشطين غير محسوبين على النظام السوري، مثل مسؤول مجلس البيئة في عكار الذي سجّل، علاوة على ما قاله أعلاه، عتبه على التيار الوطني الحر وعلى الدولة اللبنانية، وعلى وزير الخارجية لعدم منعه «قناصل الدول الأجنبية من اللعب بمصائرنا». وكان ليبرمان قد التقى نازحين سوريين، ووعدهم بقربسقوط النظام في بلادهم.
وفي بيروت، زار ليبرمان السرايا الحكومية، حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وبعد اللقاء، صرّح السيناتور الأميركي قائلاً إن زيارته للبنان تهدف الى البحث في الوضع في سوريا، معتبراً أن «دول المنطقة لم تقم بما يلزم لدعم المعارضة السورية». وأوضح أنه «يتفهم سياسة النأي بالنفس التي يتبعها لبنان تجاه العمل العسكري في سوريا، وأن هناك قلقاً لبنانياً من امتداد أزمة سوريا الى لبنان». وأكد ليبرمان «أهمية المحافظة على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان»، شاكراً للحكومة اللبنانية «الإيفاء بالتزاماتها بهذا الخصوص».من هو جوزف ليبرمان؟
هو سيناتور ولاية كونيكتيكت ومرشح الحزب الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس الأميركي عام 2000. برز اسم ليبرمان (70 عاماً) خلال عهد جورج والكر بوش، إذ كان من بين الداعمين بقوة للحرب على العراق، وهو يدعو منذ عام 2010 الى شنّ هجوم عسكري على إيران. ليبرمان معروف بمواقفه الداعمة لإسرائيل، ويعدّ من السياسيين الحريصين على متانة العلاقة بين الولايات المتحدة والدولة العبرية. وهو أيضاً من أبرز المدافعين عن العلاقة مع إسرائيل والضغط من أجل تأمين مصلحتها والحفاظ على أمنها.
في بيان له في آب عام 2010، يقول ليبرمان: «أشدد على دعمي لأمن إسرائيل وللقدس عاصمة موحدة للإسرائيليين، مع حرصي الدائم على علاقة صلبة ومتينة بين الولايات المتحدة وإسرائيل مبنية على قيم موحدة خالدة وعلى مصالح مشتركة وأعداء مشتركين».