سوريا: مرحلة جديدة و… ضغوط

بقلم غسان جواد-  صحيفة اللواء اللبنانية

بعد عام على الأزمة في سوريا استطاع مجلس الامن إصدار قرار رئاسي غير ملزم وذي مفاعيل معنوية لدعم جهود الأمين العام السابق كوفي أنان في محاولة فتح ثغرة سياسية في جدار الأحداث في سوريا. وهذا ما يعكس موزاين قوى دولية جديدة استطاعت من خلالها روسيا والصين منع إصدار قرار أممي قد يأخذ ما يجري في سوريا نحو الأسوأ وربما يكون مفتتحا لتمدّد المشكلة إلى كل دول الجوار
محصّلة عام من الجهود ومشاريع القرارات العربية والغربية والدولية، أفضت إلى تفاهم حول بيان رئاسي يحمل في طيّاته صيغة توافقية ويركّز على خطة السلام التي اقترحها كوفي أنان، وهذا ما يجعلنا نعتقد بأنّ الجميع بمَنْ فيهم الدول التي انخرطت في المعركة ضد دمشق أصبحت على قناعة بأنّ الحل في الشام سياسي وأنّ جميع المداخلات الخارجية ينبغي أنْ تصب في هذا السياق بعيدا عن التأجيج وعن دفع الأطراف نحو خيارات متطرّفة وسياسات رافضة للحل ومتمسِّكة بكسر الطرف الآخر وإخضاعه.
طبعا هنالك موازين قوى على الأرض الأن أصبحت تتيح إمكان الذهاب نحو حل سياسي وانتقال ديمقراطي في البلاد بمعزل عن الاعتبارات التي دخلت على الأزمة السورية من الخارج وأفضت إلى المزيد من التعقيد بدل أنْ تساهم في الحل وفي دفع الأطراف نحو قبول المقترحات العقلانية والقابلة للتطبيق بناء على مجمل ما ذكرنا وفي طليعتها الواقع والوقائع على الأرض وليس فقط ما يجري تسويقه ونشره إعلاميا وتسويقيا.
يعود كوفي أنان إلى دمشق قريبا، وتبلغه الأخيرة رأيها في سُبُل تطبيق مندرجات البيان الرئاسي ويدخل الملف السوري مرحلة جديدة بكل ما يعنيه ذلك من أخذ ورد ورفض وقبول وتفاوض.. وضغوط.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *