People with “Long Tongue Go to Jail in Arab Lands

NOVANEWS

“طول اللسان” يؤدي إلى السجن في بلادنا

علي بغدادي – عرب جورنال – شيكاغو

 

حسب ما جاء في صحيفة القدس العربي اللندنية أمس (السابع من فبراير 2013)  عن وكالة أ.ف. ب. للأنباء من رام الله، عاصمة دولة فلسطين “المحررة”، أن محكمة “عباسية” أصدرت حكما بالسجن مدة عام ضد الشاب أنس سعد عواد بتهمة “طول اللسان”، على خلفية صورة قام بتركيبها من خلال برنامج “فوتوشوب”لرئيسنا الأوحد، الذي اختارناه بأحدث الطرق “الديمقراطية”، “أطال الله لسانه” فقط، حتى يتمكن من الدفاع عن قضيتنا في المحافل الدولية.

أما الصورة التي استحق الشاب بسببها على سنة في السجن، فهي صورة مهينة لمحمود عباس وهو يركض وراء الكرة، كتب تحتها، “الرئيس عباس مدريدي”.

وهذا يذكرني بقصة الأخ والصديق ليث شبيلات حين دخل السجن بنفس التهمة، “طول اللسان”، رأى بعدها الملك حسين أن من “المصلحة العامة” إخراجه من السجن، وأخذه بنفسه في سيارته إلى والدته العجوز التي كانت تعيش، كما أتذكر، في مدينة معان في أقصى الجنوب، بعد أن رفضت الأم – وجها لوجه – طلب صاحب الجلالة ( حامي الأردن وفلسطين معا) من التماس العفو الملكي عن ابنها.

ما يحيرني هو أن الإنسان هو خليقة الله كما تقول الكتب السماوية، وأن جميع أجزاء جسده بما في ذلك اللسان هي من من صنع الرب، وليس لبني البشر خيار في طول أو قصر ألسنتهم، وليس لهم شأن في تحديد عرضها أو سمكها أيضا، فلماذا تحاكم الدولة العربية الناس ل”طول ألسنتهم”، ولا تحاكم أحدا ل”قصر” لسانه؟ والسؤال أيضا، ما هو الطول المثالي بالسنتمترات الذي لا يهدد الأمن للعباد والاستقرار للبلاد، الطول الذي ترضى به الحكومات العربية؟  ما هو الطول الذي ينبغي لأي لسان أن لا يتعداه أو يتجاوزه؟

هذا موضوع هام، ونتمنى من القادة العرب أن يقولوا لنا الطول القانوني للسان، ومن حق شعوبنا أن تكون على معرفة وعلم، حتى لا نخل بدساتير الأنظمة، وحتى يتسنى لكل الآباء والأمهات أن تقيس لسان أبنائهم وبناتهم عند الولادة، وآنذاك، إلى اقتضى الأمر، يتم إجراء عملية جراحية “بسيطة” كالختان، يقطع بها الطبيب الجزء الزائد، فيصبح بعدها لسان الطفل متوافقا وقوانين دولنا “الرشيدة”.

في الدول الأوروبية التي تؤمن ب”حرية” العقيدة والفكر والتعبير يسجن الكاتب أو  المؤرخ أو المفكر ويغرم ماليا إذا تجرأ وأنكر “المحرقة اليهودية”، وفي أمريكا يقتل المواطن الأمريكي إذا كان ناشطا سياسيا يفضح وبقوة الأسرار والدوافع الحقيقية للحروب التي تشنها حكومته ضد الشعوب المستضعفة، وأحيانا يمنع الناشط من الطيران ويحرم من العودة إلى الوطن إذا كان لسوء الحظ في الخارج، وأحيانا أخرى يقتل بواسطة طائرة بلا طيار، أو بظروف غامضة “لا تستطيع” أجهزة المخابرات بكل قواها وتقنيتها حل ألغازها وأسرارها.

ولكنني – والحق يقال – لم أعرف قط أن إنسانا في الغرب عوقب بتهمة “طول اللسان”.  وهذا يجلب لي شخصيا بعض “السعادة والإطمئنان والراحة النفسية”، ويدفعني بكل صدق وأمانة أن أؤكد أمام الملأ أنني لم أتعرض من رجال ونساء المخابرات الأمريكية المركزية أو الأمن القومي خلال ال 52 عاما الماضية لأي مضايقة تتعلق ب”طول اللسان”، وتبين لي – حسب قولهم – أن كل ما يشغلهم ويقلقهم بشأني هو حرصهم على “سلامتي الشخصية”، كمواطن أمريكي ودافع للضرائب، خوفا من “أولاد وبنات الحرام”، في بلدان “مارقة” تمارس “العنف والإرهاب”، وتهدد “السلام والأمن الدوليين” وتملك “أسلحة الدمار الشامل” التي قد تدمر البشرية بكاملها، كعراق صدام وسوريا الأسد وليبيا القذافي وإيران الخميئي ورفسنجاني وأحمدي نجاد، وأيضا كوبا فيدل كاست

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *