فشل في مهمته الدبلوماسية في عدة دول بينها العراق والصومال كوفي أنان يتخلى عن مهمة سوريا لتفادي لعنة التاريخ

Posted by: Siba Bizri

Shoah Arabic Editor In Chief

أقر كوفي أنان بفشل محاولاته لإحلال السلام في سوريا وألقى -ربما من باب حرصه على حماية إرثه من وصمة إبادة جماعية جديدة- باللائمة في الفشل على القوى الكبيرة التي تزعم أنها تؤيده.
كانت سوريا هي أفضل فرصة أمام أنان (74 عاما) لمحو آثار فشل الدبلوماسية في رواندا والبوسنة ودارفور والصومال والعراق وهو الفشل المرجح أن يطغى على إنجازاته من جهود وساطة هادئة ومساع للقضاء على الفقر والايدز، مما جعله أهلا للفوز بجائزة نوبل للسلام عام.

بدا صوت أنان متأثرا عند إعلان تخليه عن مهمة السلام في سوريا وألقى الأمين العام السابق للأمم المتحدة باللائمة على مجلس الأمنالدولي الذي تتمتع فيه الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بحق النقض (الفيتو).

وقال أنان «عليكم أن تدركوا أنه لا يمكنني بصفتي مبعوثا أن أريد السلام أكثر مما يريده أصحاب القضية أنفسهم وأكثر مما يريده مجلس الأمن أو المجتمع الدولي لأن هذا مهم».
وأضاف «في الوقت الذي نحتاج فيه -ويحتاج فيه الشعب السوري بشدة- للعمل يستمر تبادل الاتهامات واللعنات في مجلس الأمن».
تولى أنان مهمة الوساطة في فبراير شباط وكان يرى محاولة حل الأزمة «واجبا مقدسا» لكنه قال إنه يدرك أنه ربما جيء به قبل الأوان أو بعده.
وتداعت جهود أنان للسلام بالفعل بعد فشل وقف لإطلاق النار أعلن في 12 ابريل لكن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ظلت تقول إن خطته للسلام هي السبيل الوحيد للمضي قدما مما جعله يبدو كورقة توت تخفي عزوفا عن التحرك.

وقال أنان «على الرغم من أن كثيرين يطلقون عليها اسم خطة أنان فإنها خطة مجلس الامن. أقرت بموجب قرار لمجلس الأمن.. يجب التذكير بهذا وأعتقد أن أعضاء المجلس يجب أيضا أن يتذكروا هذا».
واجتمع انان مع «مجموعة عمل» بشأن سوريا في جنيف يوم 30 يونيو وأشاد بالاتفاق الذي توصلت إليه باعتباره انفراجة.. لكن الاتفاق لم يكن له تأثير لأن نصه خلا من أي ذكر للفصل السابع الذي يجيز استخدام العقوبات في حالة سوريا.
نشأ أنان في مناخ منقسم عرقيا في مسقط رأسه غانا لكن كانت للحوار قيمة وكان الصراع الشامل نادرا. وكانت هناك فترة من التفاؤلوالثقة في غانا بعد استقلال البلاد عن بريطانيا.

لمع اسم انان كوسيط بعد نجاحه في وقف صراع متنام في كينيا في عام 2007 عندما أدى نزاع على نتائج انتخابات رئاسية إلى مذابح عرقية قتل فيها أكثر من 1200 شخص. وأجلس أنان المتنافسين في غرفة وقال لهما «هناك كينيا واحدة فقط». وأقنع أنان أحدهما بقبول منصب رئيس الوزراء في حكومة مشتركة وانتهى العنف. لكن سجل أنان قبل ذلك لم يحظ بنفس القدر من النجاح. كان أنان رئيسا لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في عام 1994 عندما أقر بأنه كان ينبغي أن يفعل المزيد للحيلولة دون مذابح قتل فيها 800 ألف منأبناء عرق التوتسي ومن المعتدلين من عرق الهوتو في رواندا.

وكان مثار اللوم الأكبر هو عدم تحرك أنان بعد أن وصلته رسالة من الجنرال روميو دالير قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تحدث فيها عن مخابئ سلاح يبنيها متعصبون من الهوتو استعدادا لقتل جماعي.
وبعد سنوات قال أنان «ظننت في ذلك الوقت أنني أفعل الأفضل… لكنني أدركت بعد الابادة الجماعية أنه كان هناك ما يمكن بل وينبغي أن أفعله لدق جرس الانذار وحشد الدعم». وفي كتاب لاذع تناول فشل العالم في منع ما حدث في رواندا لم يذكر دالير أنان إلا بالثناء وتحدثعن «إنسانيته وتفانيه من أجل محن الآخرين».

وعند انتهاء عمله في الامم المتحدة في عام 2006 اعتبر أنان أن من بين إنجازاته ترسيخ مفهوم المسؤولية عن حماية المدنيين عندما يتقاعس أو يعجز الحكام عن فعل ذلك. كون كوارث دبلوماسية شابت فترة تولي أنان للأمانة العامة للأمم المتحدة. قال أنان إن من أسوأ لحظات حياته عجزه عن وقف إراقة الدماء في إقليم دارفور بالسودان وبرنامج النفط مقابل الغذاء والحرب بالعراق التي بح صوته بعدهالشهور.

وتكشفت فضيحة النفط مقابل الغذاء في أوائل عام 2004 عندما تبين أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تمكن من مراوغة البرنامج الذي بلغت قيمته 64 مليار دولار وكان يهدف لتخفيف معاناة العراقيين العاديين بسبب العقوبات الأمريكية التي فرضت بعدما غزت القواتالعراقية الكويت.

وعلى الرغم من اتهام عدد قليل من مسؤولي الأمم المتحدة بالتربح من ذلك البرنامج ألقي باللائمة على المنظمة الدولية بسبب تراخي الإدارة وعدم التنبه إلى أساليب صدام. ورغم تبرئة ساحة أنان من أي تجاوز تبين أن ابنه كوجو استغل صلات في الأمم المتحدة لتحقيق مزايا شخصية. وحدث بعد ذلك ما هو أسوأ.. فقد تعرض مقر الأمم المتحدة في بغداد للقصف يوم 19 أغسطس عام 2003 وقتل 22شخصا بعدما قرر أنان تحت إلحاح من الولايات المتحدة إعادة موظفين كبار بالأمم المتحدة إلى العراق.

وكان انان أمينا عاما للمنظمة الدولية أيضا وقت وقوع مذبحة سربرنيتشا في البوسنة عام 1995 حين فشلت قوات حفظ السلام الدولية مجددا في الحيلولة دون وقوع أعمال القتل. وكان هناك أيضا إخفاق في الصومال سبق إخفاق رواندا.
«رويترز»

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *