Posted by: Siba Bizri
Arabic Shoah Editor in Chief
حسين الديراني- بانوراما الشرق الأوسط
منذ ان تركت حركة المقاومة الإسلامية حماس دمشق العاصمة الحاضنة للمقاومة واستبدالها ” بالدوحة ” العاصمة المتأمرة على خط المقاومة الممتد من لبنان ” المقاومة حزب الله ” الى ” حركة حماس فلسطين” الى سوريا الحاضنة والداعمة، الى ” ايران” الدولة القوية الصلبة،اصبحت حماس في مهب الريح وخرجت من محور المقاومة، ومن الصعب اعادتها لأسباب عديدة.
اولها : ان حركة حماس ، حركة عقائدية مرتبطة فكريا بحركة ” الاخوان المسلمين” وبما انهم استولوا على البلدان العربية التي سقط حكامها، اصاب حركة ” حماس” النشوة وظنت ان سقوط النظام السوري بات محتوما، وبالتالي تستطيع ان تدخل الحلف الاخونجي الجديد الممتد من سوريا ،تركيا، تونس، ليبيا، مصر، اليمن الى قطاع غزة،ولم تفكر للحظة واحدة في باقي ” فلسطين” لان من يدير الاخوان المسلمين وسياستهم هي الادارة الصهيواميركية.
ثانياً: لم تقف مكتوفة الايدي لتحقيق هذا الهدف بل ساهمت في العدوان على سوريا بأشكال مختلفة منها الحضور في ميدان المعركة، وتقديم المعلومات عن مراكز القوات المسلحة السورية ، كذلك تدريب المسلحين على كل الأساليب والأشكال والمهارات القتالية التي اكتسبوها خلال تدريبهم في سوريا وايران ولبنان على ايدي هؤلاء الثلاثة.
ثالثا: تخلي حماس عن المقاومة ضد الكيان الصهيوني والتصدي لمن يحاول ان يقاوم الاحتلال الإسرائيلي بحجة الحفاظ على التهدئة، فبالتالي فقدت حركة حماس بريقها وشرعيتها التي استمدتها من خط المقاومة.
رابعا: بات من المستحيل عودتها الى حيث كانت لان الثقة قد انعدمت بينها وبين من كان يحتضنها ويمولها ويحميها ، الا اذا حدث انقلاب وانتفاضة ضد القيادة الحالية المتمثلة ” بمشعل وهنية ” الذين خضعوا وسلموا كل اوراق القوة بيد حمد امير قطر، ولا يخفى على احد معارضة القيادي الكبير في حماس ” محمود الزهار” سياسة الثنائي ” مشعل وهنية” ، وهو يمثل شريحة شعبية وعسكرية كبيرة في حماس.
وحتى نبين سقوط قيادة حماس في التهلكة التي اعدت لها، نعود الى احتفال ” يوم القدس العالمي ” السنوي لعام 2012 الذي اقيم في الجمهورية الاسلامية في ايران وكان قد دعي اليه ” الرئيس اسماعيل هنية” للمشاركة والقاء الكلمة الرئيسية في هذه المسيرة المليونية، فلاقى احتجاج كبير داخل ” حماس” تحثه على عدم الذهاب بحجة مساندة ايران لسوريا والتي وقفت جنبها للتصدي للحرب الكونية التي شنت على سوريا.
في هذه الاثناء كان ” إسماعيل هنية” ينظر بعين على طهران وعين على الدوحة فقرر الذهاب الى الدوحة اولا، وهناك سقط ” هنية” في الفخ، قدم عباءة المقاومة الى ” موزة حمد” التي هي عضو وناشطة في الماسونية العالمية، وهناك قدمت له اغراءات ووعود مادية هائلة لم يستطيع ” هنية” المقاوم
مقاومتها، والاهم استمع الى فقيهه و مرشده الاعلى ” يوسف القرضاوي” الفقيه الداعي الى القتل والذبح والارهاب في سوريا ،وهو ” فقيه الدم بجدارة” ،فقبل يديه سمعا وطاعة على ان يعلن موقفه المؤيد للجماعات المسلحة في سوريا، ثم توجه الى طهران لرفع العتب” ليس الا “، طبعا كانت القيادة الايرانية تواكب الحدث وغير غافلة عما يفعله ” هنية ” ، فارادت ان تقدم له اسمى واغلى من الاموال التي اغدقها ” حمد ” عليه، فقد اجلسه الرئيس الإيراني ” احمدي نجاد” جنبه في مروحية عسكرية وجال به في السماء فوق الملايين من الشعب الايراني الذي كان يهتف ويردد ” الموت لأمريكا الموت لاسرائيل ” ، شعار الامام الخميني قدس سره الشريف، والذي يردده الشعب الايراني سنويا ودائما في مناسبة يوم القدس العالمي وغيرها من المناسبات، ليقول له هذا الشعب المضحي كله لفلسطين، بعد ذلك انزله ليلقي كلمة ” يوم القدس” ولكن كان رنين الذهب يرن في اذني ” هنية” وكلمات سيده القرضاوي تصم اذانه وتعمي قلبه.
فعاد الى قطاع غزة حاملا معه خياره القطري، طاعنا بسكين الغدر والخيانة الظهر الذي مده ومكنه من مواجهة العدوان الصهيوني وتحقيق النصر، بعد ذلك شرع ابواب غزة امام ” امام المال وامام الغدر” حمد والقرضاي ، وانهال على اياديهم التي تلطخت بدماء الشعب السوري واللبناني والعراقي بالتقبيل والتقديس.
النتيجة: من يترك نهج المقاومة ويشارك في اضعافها فهو خائن بكل المعايير ولن ينال الا الخزي والعار وهذا ما اختاره الثنائي ” مشعل وهنية”، وبعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على امتداد الوطن السوري ، جرت رياح نصر المقاومة خلافا لما تشتهيه حماس واخواتها واخوانها.
واذ انني اتوقع انشقاق داخل حركة حماس ممن لا يروق لهم تسليم سنين من الجهاد والنصر في يد ” امير قطر” لاجل حفنة من دولارات النفط، او لاجل التتفيس عن احقاد مذهبية يتبناها القرضاوى،ووضع كل هذه الانجازات في مهب الريح.