Posted by: Siba Bizeri
Arabic Shoah Editor in Chief
صحف عبرية
التعيينات والتنحيات أول أمس في القيادة العليا للجيش المصري (بما في ذلك تعيين قائدين جديدين لسلاح الجو والبحرية) مرت حتى الان دون اعتراض خاص. بل ان الرئيس المصري حاول أمس تهدئة الخواطر وأعلن بان الذين تمت تنحيتهم، وزير الدفاع السابق طنطاويورئيس الاركان السابق عنان، سينضمان الى الفريق الرئاسي الذي سيعمل الى جانبه في ادارة شؤون الدولة.
بهذه الخطوة سيخفف الاحتجاج الحاد الذي انطلق مع التنحية. فليلة أول أمس احتشد بضع عشرات من الاشخاص أمام وزارة الدفاع المصرية، للاحتجاج على تنحية طنطاوي وعنان. ولكن هذا الاحتجاج لا قيمة له مقارنة مع التأييد الذي حصل عليه مرسي لخطواته من الاخوان المسلمين، ولكن ايضا من قادة الجيش في الحاضر والماضي، بل ومن رجال حركة الاحتجاج الذين قادوا المظاهرات في كانون الثاني2011.
في نهاية المطاف، استعاد الرئيس المنتخب لذاته الصلاحيات التي أخذها منه المجلس العسكري برئاسة طنطاوية عشية الانتخاباتز واتخذمرسي خطوة شجاعة عديمة الهوادة وفاجأ مرة اخرى معارضيه ومنافسيه على الهيمنة في الدولة.
ومع ذلك، يجدر بالذكر أن مرسي هو سياسي من مصنع الاخوان المسلمين وخطوته لا تأتي فقط لتعزيز صلاحياته كرئيس بل وبالاساس كي ينحي جانبا خصوم الحركة، اولئك الاشخاص الذين منعوا الاخوان المسلمين من تصميم الدستور المصري من جديد كدستور أكثر اسلامية.
عقب صراعات القوى في الاشهر الاخيرة ونشاط الاخوان المسلمين يمكن التقدير بانه في الاسابيع والاشهر القريبة القادمة سنشهد نشاطا مكثفا من قادة الحركة: تنحيات اخرى لمحرري الصحف العلانيين وتشريع آخر بروح الشريعة. هذا لن يتم بشكل فظ على نحو بارز، بل ‘بشكل ناعم’، على عادة الاخوان المسلمين. فالرسالة تسري منذ الان، والصحف المكتوبة مليئة بالتمجيد والثناء لمرسي والانتقاد الذي أخذ في الاختفاء. كما أن الحزب المنافس للاخوان المسلمين في البرلمان المصري النور للحركة السلفية سيحاول ان يمرر المزيد فالمزيد منالقوانين الاسلامية. وسيكون صعبا اكثر على الاخوان اعتراضهم.
الاخوان المسلمون، الذين لم يشاركوا في الاحتجاج ضد حكم مبارك، يستخدمون الان المرة تلو الاخرى الثورة كمبرر لتعزيز قبضتهم في السلطة. يفعل ذلك مرسي ويفعل ذلك ايضا زميله عصام العريان، رئيس حزب الاخوان المسلمين في البرلمان، الذي كتب أول أمس في حسابه على التويتر بان خطوة مرسي هي ‘الموجة الثانية من ثورة الشعب المصري’. وعلى حد قوله، فقد استخدم الرئيس صلاحياته لتحقيق مطالب الثورة. ‘هذه قرارات شجاعة’، كتب يقول، فقد أحبطت محاولة انقلاب مضاد للمس بثورة الشعب المصري.
هكذا يقترب الاخوان المسلمون، بسرعة مفاجئة (ربما بالهام من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان) للسيطرة الكاملة على مصر. فقد بدأ هذا بانضمامهم الى حملة الانتخابات للبرلمان، في ظل الوعد بعدم المشاركة في الانتخابات للرئاسة؛ واستمر في تجاهل الوعد وبعرض مرشح للرئاسة؛ وأكثر من كل هذا يجد الامر تعبيره في محاولتهم فرض دستور أكثر اسلامية، في ظل طمس النقد العلماني الذي اطلق في وسائل الاعلام (فقد علم أمس بان النيابة العامة في مصر تمنع اصحاب قناة الفراعنة التلفزيونية، توفيق عكاشة، ومحرر صحيفة الدستور اسلام عفيفي، من مغادرة الدولة. وتدعي النيابة العامة بانها ستتهمهما باهانة مرسي، وبالدعوة الى المس به ومحاولة تشجيعهماالانقلاب على النظام.
هذه السياسة، التي تذكر بقدر كبير سلوك حماس في قطاع غزة بعد فوزها في الانتخابات في العام 2006، تثير على الاخوان المسلمين وعلى مرسي المزيد فالمزيد من الاعداء من الداخل. فالاضطراب في اوساط العلمانيين في مصر يتعاظم ومعه الدعوات للانطلاق الى ثورة اخرى، هذه المرة ضد الاخوان المسلمين. ووصف عضو برلمان من اليسار الوضع في أعقاب الصلاحيات التي اخذها مرسي بكلمات: ‘لامعارضة. كل شيء في أيديهم (في ايدي الاخوان المسلمين) وهم سيفعلون كل ما يشاءون’.
في 24 آب ستنعقد ‘مليونية’ ضد تحويل مصر الى ‘دولة المرشد’ اللقب الذي يحمله زعيم الاخوان المسلمين. ولكن يمكن الاعتماد على قادة الحركة في أن يعرفوا ما لم يعرفه مبارك ويفكك هذا الاحتجاج قبل ان يبدأ.